توصل باحثون مغاربة إلى ما اعتبروه «حلا مبتكرا» لمعالجة مشكل بقايا منجم مهجور بمنطقة قطارة ضواحي مراكش، والذي بات يهدد الساكنة منذ 20 سنة بعد إغلاقه بمشاكل بيئية متنوعة أهمها تلويث الفرشة المائية. ومن المنتظر أن يقدم هذا الحل خلال انعقاد المؤتمر الدولي الأول لتدبير النفايات المنجمية ما بعد الاستغلال المنجمي، والذي بدأ أول أمس الثلاثاء 3 ابريل ويستمر إلى غاية يوم غد الجمعة بالمدينة الحمراء، ويشارك فيه خبراء من دول متقدمة عديدة ومن منطقة المغرب العربي. وقال الأستاذ رشيد هكو المشرف على البحث بجامعة القاضي عياض للتجديد إن المشروع الذي عمل عليه فريق عمل لمدة 10 سنوات لن يكلف مصاريف كبيرة، ويقتضي تثبيت المخلفات المعدنية لمنجم قطارة بواسطة النفايات الغنية بالكلس المستخلصة من الفوسفاط و يتعلق الأمر بتثمين نفايات صناعية من أجل إعادة تأهيل نفايات أخرى. وأضاف أن الكرة الآن في ملعب الدولة من أجل تبني المشروع والعمل على «رحمة» السكان من مخاطر هذا المنجم المهجور. وأوضح الأستاذ هكو أنه توجد بالمغرب عدة مناجم مهجورة من الضروري العمل على مراقبتها و تدبيرها للحد من أضرارها، فهي تخلف كمية مهمة من الملوثات لها آثار سلبية على البيئة. و يعتبر منجم قطارة الواقع على بعد 30 كلم في الشمال الغربي لمدينة مراكش شاهدا على ذلك. و تقدر كمية النفايات المعدنية الغنية بالكبريت التي خلفها منجم قطارة خلال فترة نشاطه ما بين 1965و 1982 بأربعة ملايين طن تم تكديسها على مساحة تناهز 16 هكتارا و هذه البقايا التي تم تخزينها في البداية في حالة رطبة تتلقى كذلك كمية من مياه الأمطار تقوم عن طريق الرشح و السيلان بإحداث ظاهرة تكوين اجتذاب حامض معدني في مكان التخزين. وهي مصدر لتلوث المياه السطحية و الجوفية ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على القرية المجاورة وعلى الحيوانات والنباتات. وذكر المتحدث ذاته أن تسرب الحامض المعدني يعد من المشاكل البيئية التي تواجهها الشركات المنجمية على الصعيد العالمي، وأضاف أن النتائج المحصل عليها داخل المختبر و في عين تؤكد المكان أن مياه السيلان في منجم البيروتين بقطارة مياه مرتفعة الحموضة و ملوثة خاصة بأملاح الحامض الكبريتي و الألمنيوم و المانزيوم و معادن ثقيلة يمكن أن يصل مستوى تركيزها إلى 205 ملغرام/لتر بالنسبة للنحاس و 82 ملغرام/لتر بالنسبة للزنك و 24 ملغرام/لتربالنسبة للكوبالت.