كشف تقرير للأمم المتحدة عن مدى خطورة تلوث البحار والمحيطات التي تحولت إلى «مكبات قمامة»، أن علب السجائر وفلترها تمثل 40 في المائة من مصادر تلوث مياه البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى نفايات الصناعة والحركة البحرية ومياه الصرف في المدن وصيد الأسماك والأنشطة الترفيهية الساحلية، خاصة في موسم الصيف. فقد أعد برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة ومنظمة صون المحيطات، تقريرا عن تدهور البيئة في 12 بحرا إقليميا هي: البحر المتوسط، البحر الأحمر وخليج عدن، البحر الأسود، بحر البلطيق، بحر القوقاز، وكذلك بحار شرق آسيا، جنوب آسيا، شرق أفريقيا، شمال شرقي الأطلسي، شمال غربي الهادي، جنوب الهادي، وبحار الكاريبي. وعلي ضوء نتائج التقرير، أكدت المديرة ببرنامج البيئة إيمي فرانكل، أن مشكلة تلوث البحار تزداد تدهورا رغم الجهود العالمية والإقليمية التي تبذل لمكافحته، فيما ذكّرت رئيسة منظمة صون المحيطات، فيكي سبرويل، أن _البحار توفر جزأ كبيرا من الأوكسيجين الذي نتنفسه، وطعامنا وغذائنا، والمناخ الذي نعيش عليه... البحار مريضة بسبب ممارسات البشر». ويعتبر التلوث الناتج عن الممارسات البشرية على ضفاف البحار، المعروفة بإسم الأنشطة البرية، أكبر مصادر التلوث البحري على الإطلاق. فقد كشفت الدراسات أن المدن القريبة من السواحل الأسترالية على سبيل المثال، هي مصدر 80 في المائة من التفايات التي تكب في المياه الساحلية. وعلي الصعيد العالمي، تشمل مصادر التلوث من الأنشطة البرية المكبات المقامة علي ضفاف الأنهار والمجاري المائية، والصناعات، ومياه الصرف في المدن، والسياحة والأنشطة الترفيهية الشاطئية، ضمن غيرها. أما مصادر التلوث البحرية فتشمل النقل البحري وصيد الأسماك، والقمامة، ونفايات المناجم، ومعدات صيد الأسماك المفقودة أو المهجورة أو الملقاة في البحار، وغيرها من المصادر. وأورد التقرير قائمة بأكبر 10 مصادر ملوثة لمياه البحار خلال الفترة 1989-2007، تصدرتها السجائر والورق والبلاستك. وبيّن أن الأكياس والقنينات البلاستيكية بصورة خاصة، تعتبر أخطر مصدر لتلوث البحار في العالم، بنسبة تتجاوز 80 في المائة في العديد من البحار الإقليمية التي تم تقييم أوضاعها البيئية، علما بأن الحيوانات المائية بما فيها الثدييات، تبتلع منتجات البلاستك. كما كشفت دراسة لمدة خمس سنوات في إقليم بحر الشمال، أن أمعاء 95 في المائة من الطيور البحرية الدروسة تحتوي على بلاستيك، فيما عثرت دراسات أجريت علي البنلاكتون في بحار شمال شرق الأطلسي، على بقايا من البلاستيك يرجع أصلها إلى فترة الستينيات. كذلك فقد احتلت السجائر مرتبة عالية على قائمة مصادر تلوث مياه البحار. فقد تحققت منظمة صون المحيطات المشاركة في إعداد التقرير الأممي، من أن السجائر تمثل 28 في المائة في المتوسط من النفايات التي تصب في مختلف بحار العالم. وفي حالة البحر الأبيض المتوسط وحده، تمثل علب السجائر وفلترها 40 في المائة من النفايات التي تكب في مياهه، فيما بلغت كمية قمامة السجائر في سواحل إكوادور ما يزيد على 50 في المائة من إجمالي النفايات المقلة في البحر في عام 2005. هذا وتتسبب السياحة والأنشطة الترفيهية الساحلية في تداعيات هامة على الأحوال البيئية في بحار العالم وسواحله. فيفيد التقرير الأممي بأن عدة مناطق سياحية في البحر الأبيض المتوسط تسجل زيادة كبيرة في كمية النفايات تصل نسبتها إلى 75 في المائة في موسم الصيف.»آي بي إس»