اختارت شبيبة حزب العدالة والتنمية مدينة فاس، «قلعة» الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، لإعطاء الانطلاقة لحملة وطنية حول «الارتقاء بالخطاب والممارسة السياسية». وقال الحبيب الشوباني، عضو الأمانة العامة لحزب «المصباح»، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان في حكومة بنكيران، إن اختيار مدينة فاس لهذا اللقاء مرتبط بالقرار الأخير الذي صدر عن المجلس الدستوري القاضي بإلغاء مقعد مولاي يعقوب في مجلس النواب بسبب حملة انتخابية اتهم فيها الاستقلاليون بالسب والشتم وتحقير مسؤولين حزبيين. وأشاد عزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، في كلمة حماسية، بالدور الحضاري للمغرب، وانفتاحه على أفريقيا، ودعا النخب السياسية إلى مواكبة هذا التوجه، كما دافع عن الاستثناء المغربي، وسط ما تعرفه عدد من بلدان المنطقة من تعثرات وأزمات داخلية عنيفة. وأشاد الرباح بالأخلاق السياسية لدى أعضاء حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أنهم رغم تعرضهم للشتم والسب ونسف الأنشطة والكذب، ونشر الإشاعات، لم يردوا بنفس الشيء. وتأسف على وضعية عدد من الأحزاب السياسية لأن المشهد السياسي يحتاج إلى من يملأ الفراغ. وأشار خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة حزب «البيجيدي»، وهو يلقي كلمة حول الموضوع في قاعة 11 يناير، بمدينة فاس، مساء أول أمس السبت، إلى أن السياسة في المغرب أصبحت بلا أخلاق، ويغلب عليها الكذب والخديعة والغش، مضيفا أن الأخلاق ضيعها اللصوص والدجالون والمشعوذون والسحرة، الذين ينفرون الشباب من العمل السياسي. وقال البوقرعي وسط حشد كبير من أعضاء الحزب والمتعاطفين معه إن خطاب عدد من السياسيين المغاربة أصبح مبتذلا، و»إن لم نستدرك الأمر، فسلام على هذه السياسة في البلاد». ووجه الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة فاس، محمد الراضي السلاوني، انتقادات حادة لما تعيشه جهة فاس من اختلالات وسوء تدبير، وهو يتحدث عن «أخلاق السياسة». وأضاف أن فاس، التي كانت مدينة للعلم والإشعاع الروحي، تشكو أمرها إلى الله، حيث أصبحت عشا للفساد والمفسدين الذين أفسدوا ساكنتها وتلاعبوا بمصالحها. فيما انتقد محمد خوجة، الكاتب الجهوي لشبيبة حزب العدالة والتنمية، السلطات المحلية، في شخص والي الجهة، وقال إن عليه أن يفتح الأبواب أمام الشباب، وأن يتعامل معهم بحس المسؤولية، وأن لا يستمر في غلق الأبواب، وهي الكلمات التي قوبلت من قبل الحاضرين بتصفقيات حارة. وردد أعضاء شبيبة العدالة والتنمية، وهم يعطون الانطلاقة لهذه الحملة الوطنية، في مدينة فاس، شعارات تطالب بالارتقاء بالخطاب السياسي. وتطرق نداء لشبيبة الحزب إلى أن الحملة تروم التحسيس بأهمية خطاب سياسي متوازن والتحلي بروح المواطنة، وإرساء قواعد التنافس الشريف بين مختلف الفرقاء.