كشف قياديون في حزب العدالة والتنمية، أول أمس بفاس، عن أن اختيار العاصمة العلمية للمملكة لاحتضان المهرجان الافتتاحي للحملة الوطنية ال11 لشبيبة العدالة والتنمية، تحت شعار "الارتقاء بالخطاب السياسي والممارسة السياسية"، جاء تفاعلا مع القرار الأخير للمجلس الدستوري، الذي ألغى مقعدا برلمانيا لحزب الاستقلال بدائرة مولاي يعقوب، بسبب الخطاب "القدحي" و"المشين" في حق بن كيران، خلال الحملة الانتخابية. واعتبر الحبيب الشوباني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن "المغرب يعيش اليوم على إيقاع حراك الإصلاح في مقابل الفساد"، وكشف على أن احتضان فاس للمهرجان "بكل وضوح متعلق بالقرار الأخير للمجلس الدستوري"، يقول الشوباني في إشارة إلى قرار إلغاء مقعد برلماني لحزب الاستقلال بسبب الخطاب القدحي لشباط في حق رئيس الحكومة، وشدد الشوباني على أن "اختيار شعار الحملة الوطنية هو وحي التفاعل مع قرار لمؤسسة دستورية"، وقال "لأول مرة في تاريخ مجالس دستورية عديدة في عدد من الدول، المجلس الدستوري ينزع نيابة وتكليف عن ممثل للشعب لاعتبار أخلاقي، وهي رسالة لكل من يعنيه الأمر، اليوم المجلس الدستوري توقف عند خطاب السياسيين بناء على الدستور ووظيفة الأحزاب التربوية والتأطيرية"، يضيف عضو الأمانة العامة لحزب المصباح، "القرار قال لنا جميعا تواضعوا قليلا أيها السياسيون والتفتوا إلى خطابكم السياسي، وإلى عيوبكم، ولن تناولوا شرف تمثيل الأمة في البرلمان بالخطاب الساقط والضعيف". عزيز رباح، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وجه رسائل عديدة إلى قادة عدد من الأحزاب السياسية فضل أن لا يذكرهم بالاسم، وقال "عمر الأحزاب السياسية قصير وعمر الحكومات أقصر ولكن عمر الوطن بالاستقرار يطول بإذن الله"، وخاطب رباح شباب العدالة والتنمية قائلا، "شتمونا وعيرونا ولم نشتمهم، فسقطوا بخطابهم ولم نسقط، أما نحن فمنهجنا الحوار عنه لن نحيد"، مشيرا إلى أنه "لابد من الاستمرار في الخطاب المعتدل بنفس تشاركي بعد التجربة الحكومية"، وأضاف رباح قائلا، "إذا رأيتمونا في حزب العدالة والتنمية نتنازع حول المناصب، وإذا رأيتم الانتهازيين بحزبنا، فتأكدوا أن نهايتنا حلت، فكم من أحزاب كانت بإشارة توقف المجتمع وبإضراب تشل الحركة داخل البلد، واليوم انهارت حين انتقل إليها حب الدنيا وحب المناصب". وتحدث رباح عن القرارات الحكومية المؤلمة، وقال "صحيح سنتخذ قرارات مؤلمة قد تغضب بعض الناس، لكن ليس وراءها درهم واحد من حرام تسلل إلى جيوبنا، وليس وراءها منصب حرام واحد ناله عضو منا أو متعاطف معنا، ولكننا نضع الأسس لكي يصبح لكل مغربي القدرة ليصل إلى مصالحه المشروعة". وردا على من تحدث عن فقدان حزب المصباح لشعبيته بفعل القرارات التي تتخذها الحكومة، قال القيادي في الحزب، "نتخذ قرارات لتصبح الدولة ومؤسساتها قوية، والعدالة تأخذ مجراها، والشفافية تفرض نفسها، حتى وإن ضعف حزبنا لحين، سيرجع أقوى من ما كان"، وهاجم رباح الأحزاب التي تملصت من مسؤوليتها في الإصلاح خوفا من فقدان الشعبية، وقال "في النهاية لا هم أصلحوا ولا هم حافظوا على شعبيتهم". من جهته، هاجم خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، من سماهم ب"الانتهازيين"، وقال "يعجبهم الحال عندما تبتعدون يا شباب عن العمل السياسي، ويغيظهم وجودكم في عالم السياسة، ورصيدكم ليس رصيدهم فرصيدكم الشفافية والنزاهة"، وتحدث البوقرعي عن دواعي اختيار مدينة فاس لانطلاق الحملة الوطنية لشبيبته، وقال "اليوم تنطلق حملتنا الوطنية حول الارتقاء بالممارسة السياسية، في ظل وجود خطاب سياسي مبتذل"، وشدد على أنه "إن لم يتحمل جميع الفاعلين السياسيين المسؤولية، سنعود لمنطق الثمانينات ولن نطمح بمغرب العدالة والكرامة وتكافؤ الفرص ولا بالمغرب الذي خرج من أجله شباب 20 فبراير"، وأضاف قائلا "السياسة أخلاق وحين تغيب الأخلاق عن السياسية تجد الكذب والنفاق والخديعة وضياع الأمانة، وتثبيت الأخلاق من مسؤولية الجميع". الراضي السلاوني، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة فاس بولمان، دعا السلطات المحلية بإقليم مولاي يعقوب إلى تحمل المسؤولية على بعد أيام من انطلاق الحملة الانتخابية لإعادة انتخاب ممثل الدائرة التشريعية، وقال السلاوني، "دائرة مولاي يعقوب ذبحت فيها الديمقراطية مرات، ونستعد لجولة الإعادة الرابعة، لنحطم بذلك الرقم القياسي في الإعادة"، معتبرا ما يحدث "وصمة عار في جبين السلطة المحلية التي سمحت بتوزيع المال وبالبلطجة"، مضيفا "رأفة بأحوال ساكنة مولاي يعقوب، ننادي بأن تقوم السلطات المحلية بدورها لردع المفسدين وضمان أن تمر الحملة الانتخابية بكل شفافية ونزاهة". وأكد محمد خوجة، الكاتب الجهوي لشبيبة العدالة والتنمية بجهة فاس بولمان، أن هناك حاجة للارتقاء بالخطاب السياسي في ظل "وجود جزء من النخبة السياسية تلتمس طريق الوصولية والانتهازية على حساب المصلحة الوطنية"، مشيرا إلى أن اختيار فاس لانطلاق الحملة الوطنية للشبيبة "له دلالات قوية"، مؤكدا أن هناك أمل في تحقيق مصالحة للشباب مع السياسية، ومصالحة النخبة الثقافية أيضا مع السياسية، وطالب خوجة من السلطات المحلية بفاس أن تتعامل مع قضايا الشباب بحس من المسؤولية.