قال الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية خالد البوقرعي إن التشويش الذي تتعرض له حكومة عبد الإله بنكيران لا يستهدف حزب العدالة والتنمية فقط، بل يدخل في إطار التشويش على المسار الإصلاحي الذي انخرط فيه المغرب، مضيفاً أن الهجمة يقودها "مفسدون" وصلوا إلى رئاسة الأحزاب بطرق معروفة لدى العامة، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، والذي فجر أزمة سياسة بإعلان حزبه الانسحاب من الحكومة. وأضاف البوقرعي، الذي كان يتحدث خلال لقاء تواصلي بتاهلة يوم الخميس المنصرم، نظمته شبيبة الحزب، أن مكان شباط –والذي أشار إليه ولم يذكره بالاسم- هو سجن عكاشة وليس منصة الخطابات، مورداً بالاختلالات التي تعرفها مدينة فاس وانتشار الجريمة خير دليل على ذلك، ناهيك عن تراكم الثروة لدى عامل سابق بسيط كان هو السبب في تشريد جل العاملين معه، وتساءل مستغرباً كيف لعامل بسيط أن يتحول إلى صاحب ضيعات فلاحية وحسابات بنكية ضخمة. يضيف البوقرعي. وأشار إلى أن المعني بالأمر يؤمن بلغة العنف، واعتبر وصوله إلى حزب سياسي كبير من طينة الاستقلال أمر مؤسف عليه، لكون هذا الحزب أسسه أحد رجالات المغرب الذي هو علال الفاسي، واصفاً شباط بالمُشعوذ والمُمارس للدجل والمستغل للدين، في إشارة إلى قضية إثارته لحديث نبوي ادعى شباط أنه يتحدث عن مدينة فاس. وفي مقدمة كلمته خلال اللقاء، أوضح خالد البوقرعي أنه ينحدر من منطقة جبلية بإقليم تازة ومع ذلك تبوأ مكاناً مهماً في الحزب، وهذا ما يدل على الديمقراطية التي يتميز بها حزب العدالة والتنمية، مضيفاً أن سر نجاحه هو رهان أعضائه على إنجاح المشروع الإصلاحي، وعلى التربية على النضال والثبات والتضحية من أجل البلد. ولم يفت المتحدث أن يُعبر عن امتعاضه مما أسماه "اغتيالاً" للديمقراطية بمصر التي اعتبرها نموذجا يحتذى به، في إشارة إلى الأوضاع التي عرفت الساحة المصرية مؤخراً والتي أعقبها عزل القوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع مساء يوم الأربعاء 3 يوليوز 2013 للرئيس محمد مرسي بعد عام عن انتخابه، بعد خروج الملايين من المواطنين في الميادين ضده نهاية الأسبوع الماضي. وعلاقة بموضوع اللقاء الذي كان شعاره يتمحور حول "الشباب والإقبال على الحياة السياسية" أوضح البوقرعي أنه في سياق الثورات التي عرفتها المنطقة لم يكن المغرب استثناءً، حيث شارك في 20 فبراير الشباب المغربي الذي قال عنه أن كان "مُسَيّس"، بعد مدة ليست بالهينة من العُزوف عن الممارسة السياسية التي كانت في السابق ترادف أمرين: السجن الذي كان يتعرض له اليسار المعارض للملكية في السبعينات والثمانينات، ثم المرادف الثاني الذي أصبح سائداً وهو الطريق السريع للاغتناء. حسب تعبير البوقرعي. وأثنى البوقرعي على حزبه قائلاً إن حزب العدالة والتنمية دشن عهداً جديدا باعتماده منهجاً واضحاً في السياسة ورفعه شعار محاربة الفساد والاستبداد والقطع مع استغلال المواطنين خصوصاً خلال الحملات الانتخابية، وأكد أن المواطن المغربي لو لمس الصدق في الأحزاب السياسية لصوّت لصالحها في الانتخابات الأخيرة، في إشارة منه إلى حزب الاستقلال الذي يطالب اليوم بتعديل حكومي، ليشير أن هَمَّ المشوشين اليوم على التجربة الحكومة هو الحصول على مقاعد وزارية. ونفى القيادي في شبيبة العدالة والتنمية ما يروج حول توظيف أحد أعضاء الحزب ببعض المناصب مُورداً في السياق ذاته أن من بين 200 منصب حصل الحزب على 3 والذين حصلوا عليها بالكفاءة والاستحقاق. رغم أن الحزب لديه كفاءات تستحق المناصب العليا. واعتبر البوقرعي في نهاية كلمته أنه في حالة فشل التجربة الحكومة الحالية جراء ما تتعرض له من تشويش، سيجعل مصير المغرب مجهولاً.