عمدت لجنة لمراقبة استهلاك الماء والكهرباء، شكلتها ولاية جهة مكناس، بشكل مفاجئ، نهاية الأسبوع الماضي، إلى «تقليص» كمياه المياه الصالحة للشرب في صنابير عدد من مستشفيات المدينة، مما دفع عددا من الأطر، في عدة مصالح، إلى الاستعانة بالقنينات الفارغة، والبحث في «أرض الله الواسعة» عن هذه المادة الأساسية، خاصة في المستشفيات. وقالت المصادر إن اللجنة المذكورة وقفت على عدة اختلالات في تدبير تزويد المستشفيات ومصالحها بالماء الصالح للشرب، وبالكهرباء، مما أدى إلى تراكم الديون على قطاع الصحة بالمدينة، قدرتها المصادر بما يقرب من مليار سنتيم، وعجزت مندوبية الصحة عن أدائها، مما دفع بوزارة الداخلية إلى التنقيب عن الثغرات التي تقف وراء ارتفاع فواتير استهلاك الماء والكهرباء في المستشفيات الأربعة لمدينة مكناس. وكانت المفاجآت التي وقفت عليها هذه اللجنة صادمة، إذ وجدت أن أكثر من 20 سكنا وظيفيا داخل هذه المستشفيات تستفيد من الماء والكهرباء، دون حسيب أو رقيب، ودون عدادات تحصي ما تم استهلاكه. وقالت المصادر إن بعض قاطني هذه المساكن الوظيفية أصبحوا يلجؤون إلى الكهرباء حتى في شؤون الطبخ، دون أن يعمدوا إلى اقتناء قنينات الغاز، كما يفعل المغاربة في مطابخهم. كما وقفت اللجنة على أن بعض المقاهي التابعة للقطاع الخاص تعمد بدورها إلى استغلال الكهرباء، دون أن تتوفر على أي عداد، وهو الوضع نفسه الذي وجدت عليه بعض الجمعيات في هذه المستشفيات. ودفع ارتفاع فواتير قطاع الصحة، وعجز القطاع عن تسديد ما بذمته لوكالة توزيع الماء والكهرباء هذه الأخيرة إلى التهديد بوقف تزويد المستشفيات بهاتين المادتين، مما سيكون بمثابة قرار خطير له تبعاته الكارثية على المرضى والموتى في مستودع الأموات. وفوجئت اللجنة التقنية، التي فحصت ثغرات صنابير المياه وخيوط الكهرباء، بوجود الكثير من التسربات في مستشفيات المدينة، دون أن تبذل الإدارات أي مجهودات لتوقيفها، مما يؤدي إلى إثقال فواتير المستشفيات. وأشارت المصادر إلى أن اللجنة وقفت على ما يقرب من 12 حالة تسرب في مستشفى سيدي سعيد لوحده. وقررت وكالة توزيع الماء والكهرباء بناء على معاينات هذه اللجنة تخفيض صبيب الماء الصالح للشرب في المستشفى، واستثناء قسم المستعجلات، بالنظر لحيويته، من هذا الإجراء، ما دفع عددا من الأطقم العاملة بالأقسام الأخرى إلى الاستعانة بقنينات فارغة بحثا عن الماء خارج المستشفى. وقررت إدارة الوكالة بتنسيق مع إدارة القطاع إعادة النظر في قنوات ربط المستشفيات بالماء الصالح للشرب، عبر إطلاق صفقة لهذا الغرض، كما سارعت إلى تركيب العدادات الكهربائية في المساكن الإدارية والمقاهي والجمعيات. وجاء اكتشاف هذه الاختلالات بعد أسابيع قليلة على تصريح مدو لوالي الجهة، أحمد الموساوي أثناء افتتاح أشغال دورة للمجلس الإقليمي للمدينة، حيث نعت القطاع الصحي بالعاصمة الإسماعيلية ب»المعطوب»، وقال إنه قدم تقارير مفصلة حول وضعيته إلى وزارة الصحة، فيما تحدثت المصادر عن أن الوالي الموساوي قد سبق له أن قام بزيارات خاطفة لبعض هذه المستشفيات، ووقف على وجود أحياء صفيحية بها، كما وقف على غابات وأحراش في بعضها، تعتبر «قبلة» للمنحرفين والسكارى، في أوقات متأخرة من الليل.