فوجئ مواطنون، في وقت متأخر من ليلة أول أمس، بمسؤول قضائي يلاحق شابا كان يقود سيارته وسط القنيطرة، وينتزع منه رخصة السياقة، رغم وجود شرطي مرور في عين المكان. وكشف شاهد عاين الحادث أن المسؤول القضائي، الذي كان يتجول بشارع محمد الخامس، برفقة اثنين من أصدقائه، تقمص دور شرطي المرور، وقصد سائق السيارة المذكورة، التي كانت متوقفة بجانب مطعم للوجبات السريعة، ودخل معه في مشادات، قبل أن يسحب منه وثائق السيارة، مستغلا منصبه وسلطته، أمام ذهول المواطنين. وقال الشاهد، إنه بالرغم من وجود أحد رجال الشرطة الذي كان ينظم حركة السير بالمنطقة نفسها، فإن المسؤول تجاوز اختصاصاته، ولم يعر الشرطي أدنى اعتبار، وتدخل لتحرير مخالفة للسائق، ولم يكشف عن هويته، إلا بعدما أصبحت وثائق السيارة بين يديه، وهو ما اعتبره أحدهم شططا في استعمال السلطة. ولم تتوقف ممارسات المسؤول القضائي عند هذا الحد، بل قام باستدعاء ضابط أمن، وسلمه رخصة القيادة الخاصة بالسائق، كما أصدر تعليمات شفهية إليه بضرورة اقتياد المعني بالأمر إلى مصلحة الديمومة، دون أن يدري الجميع طبيعة المخالفة المرتبكة من قبل السائق، هذا في الوقت الذي التحق فيه المسؤول القضائي، المعروف بسلوكه العدواني تجاه المواطنين بالمحكمة التي يشتغل فيها، بزملائه، وهو مزهو بالتحية التي يقدمها له بعض عناصر الأمن التي كانت في عين المكان. وحاول أحد المدونين استجلاء ملابسات هذا الحادث الغريب، لكن الشرطة سرعان ما اصطحبت السائق إلى مقر ولاية أمن القنيطرة، كما حجزت سيارته، قبل أن تُفرج عنه دقائق بعد ذلك، حيث شوهد وهو يركب سيارة خاصة يقودها شرطي مرور، الذي قام بإيصاله إلى شارع الجيش الملكي حيث توجد محطة القطار الكبرى.