ثلاثة سيوف وثلاث ضربات موجعة كانت هي «حصيلة» اعتداء «همجي» استهدف موسيقيا شابا يعمل بمطعم بوسط مدينة فاس، مما استدعى إدخاله إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات اللازمة، بينما فتحت عناصر ولاية أمن فاس تحقيقا في ملابسات هذا «الهجوم» العنيف. شقيقة الشاب قالت، في اتصال لها ب«المساء» إن واقعة الاعتداء حدثت في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء/الأربعاء، حين كان الشاب عادل الشحيمي عائدا من عمله في اتجاه منزل العائلة. وزادت في سرد تفاصيل هذه القصة المفجعة، موردة بأن شقيقها وجد صعوبة في العثور على سيارة أجرة تقله إلى منزل الأسرة، مما دفعه إلى مغادرة المطعم الذي يعمل به مترجلا، لكن الحادث جعله «ينام» في غرفة بقسم المستعجلات، عوض أن يكون تحت سقف منزل أسرته. وظهر الشاب للمجرمين، بلباسه الأنيق، على أنه «صيد ثمين»، مما دفعهم إلى ضربه بحدة بسيوفهم الثقيلة جهة الرأس لشل حركته، وتنفيذ السرقة بكل سهولة، لكن بدون رحمة، كما أصبحت هي عادة المجرمين في الآونة الأخيرة، وهم في حالة غير عادية من «الغليان» بسبب الاستعمال المفرط للأقراص المهلوسة.. فقد عمد شخص مجهول كان يمسك بسيف إلى مباغتته بالقرب من عمارة «الوطنية» بوسط المدينة، وانهال على رأسه بضربة سيف ألقته على الأرض، لكنه مع ذلك حاول «المقاومة»، قبل أن يفاجأ بشخصين آخرين ينطان من فوق جدران مؤسسة تعليمية مجاورة، انهالا عليه بدورهما بسيفين ثقيلين وحادين جهة الرأس، مما أفقده الوعي. لكن هذه الضربات الموجعة لم تشف غليل المجرمين، إذ عمدوا إلى سرقة ما بحوزته من نقود، واستولوا على هاتفه المحمول، قبل تركه وحيدا يواجه الموت. ومن غرائب قصة هؤلاء المجرمين، أنهم ردوا في الهاتف النقال للشاب، بينما والدته تهاتفه بعدما تأخر عن الحضور إلى البيت، وأخبروها بدون شفقة بأن ابنها يرقد في قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الجامعي، ما جعل العائلة تفقد صوابها، وتعلن حالة استنفار بحثا عن ابنها في أقسام المستعجلات بمستشفيات المدينة، قبل أن تعثر عليه في غرفة في المستشفى الإقليمي الغساني يتلقى العلاجات. وأكدت شقيقة الموسيقي بأن الأطباء المشرفين على علاجه منحوه شهادة طبية تحدد مدة العجز في 35 يوما، قابلة للتمديد، بالنظر إلى الوضعية الصحية للشاب، وأضافت أن عناصر الشرطة باشرت تحرياتها حول ملابسات الاعتداء، بغرض الوصول إلى المجرمين. وتزامن هذا الاعتداء مع تداول واسع لأشرطة فيديو في مدينة فاس، سجل أحدها عمليات اعتداء متكررة في إحدى أزقة فاس العتيقة، وأظهرت مجرمين يعمدون إلى اعتراض سبيل المارة بالسيوف، بغرض سلبهم ما بحوزتهم من نقود وهواتف نقالة. وبين هذا الشريط الذي التقطته إحدى كاميرات الرياضات المعدة لاستقبال السياح كيف يعيث المجرمون سرقة واعتداءات بفاس العتيقة، لكن اللافت هو أن الزقاق نفسه، طبقا لشريط آخر، حظي بزيارة مقنعين كانوا يمسكون بالسيوف، وكانت رغبتهم الوحيدة والأكيدة هي القضاء على الكاميرات التي ترصد اعتداءاتهم، وتفضح أعمالهم للرأي العام المحلي، وللسلطات الأمنية التي تمكنت بسبب معطيات الشريط الأول، بالرغم من كونها صادمة، من اعتقال أبرز أعضاء المجموعة. وصور الشريط الثاني مشاهد أخرى صادمة للملثمين، وهم ينسقون اعتداءهم على كاميرات «المراقبة، بغرض الإجهاز عليها، وهو ما نجحوا فيه، في سعي حثيث للعودة إلى تنفيذ الاعتداءات في الزقاق ذاته، بعيدا عن أي إزعاج يقض مضجعهم.