هجوم ادريس لشكر على خصميه اللدودين، احمد الزايدي ورضا الشامي، باتهامه للأول بأنه كان يطبل للمخزن في التلفزيون عندما كان المناضلون الاتحاديون في السجون، وللثاني بأنه كان مدفوعا من طرف القصر ليصبح على رأس الاتحاد الاشتراكي، وأن المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري سبق أن تحدث عنه بصفته الرجل المناسب لقيادة «الاتحاد».. هل ستمر هذه الاتهامات (خصوصا الاتهام الثاني) في صمت كغيرها من الاتهامات الخطيرة التي أصبح يتبادلها قياديون من المعارضة والأغلبية، كما يتبادل الأصدقاء تهاني رأس السنة. اتهامات لشكر للشامي تذكرنا بانسداد آفاق النقاش، في زمن الحلقيات الطلابية، حيث يعمد طرف إلى اتهام منافسه بكونه بوليسيا، للتخلص من منافسته و«تشويشه» و«صداعه»، وغالبا ما يتم تعضيد ذلك الاتهام بالنبش وسط عائلة المتهم عن شرطي أو رجل سلطة تربطه به «ريحة الشحمة في الشاقور». لكن، في حالة الطيب الفاسي الفهري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نحن أمام مستشار للملك وحزب كبير، بماضيه ورموزه.. لذلك فالصمت في موضع الكلام لن يكون حكمة أو ترفعا، بل تأكيدا لشبهة إفساد الحياة السياسية التي أصبحت، مؤخرا، عالقة في رقبة الدولة. قد يقول قائل إن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي يحاول أن يداوي أمراض حزبه بالتي كانت هي الداء، أي أنه يرد على من اتهموه بأن جهات داخل الدولة تدخلت لوضعه على رأس الحزب، باتهام مماثل؛ لكن، أليس تكرار هذا الأمر تأكيدا لكون الكلِّ داخل حزب القوات الشعبية يركب على ظهر سفينة مثقوبة بفعل تدخل واحد أو أكثر، من محيط السلطة؟