أمر وكيل الملك بطنجة، بعد الخبر الذي نشرته «المساء» بخصوص مافيات جديدة تستعين بحافلات النقل الدولي لتهريب عشرات الآلاف من الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية باهظة الثمن، باعتقال سائق حافلة للنقل الدولي للمسافرين ووضعه رهن الاعتقال الاحتياطي، وحجز حافلات للنقل ضبطت تحمل كميات كبيرة من الأجهزة الإلكترونية التي خبئت بعناية في أماكن يصعب كشفها بسهولة. كما أمر وكيل الملك بتعويض مدني لإدارة الجمارك قدره 560 مليون سنتيم. وتتابع الشرطة الدولية المعروفة باسم «الأنتربول» الملف، بعد أن تبين أن عملية سطو وصفت بالكبيرة قام بها مبحوث عنهم دوليا بفرنسا وإيطاليا، استهدفوا حاوية كبيرة لنقل الهواتف غالية الثمن واللوحات الرقمية الحديثة، إذ سرقت كمية كبيرة من التجهيزات تم تسريبها عبر دفعات إلى المغرب عبر ميناء طنجة، قصد توزيعها على أسواق معروفة بكل من طنجةوالرباط والدار البيضاء وأكادير. ومازال البحث جاريا عن مهربين كبار معروفين هربوا بضاعتهم عبر حافلات لنقل المسافرين، ونجحوا، بداية الأسبوع الجاري، في تسريب كميات مهمة من الهواتف الذكية واللوحات الرقمية وكميات كبيرة من المواد الغذائية، التي توزع على مطاعم معروفة خاصة باليهود، إضافة إلى كميات مهمة من الخمور المهربة. وحجزت الجمارك في حافلة واحدة أزيد من 600 هاتف محمول من صنف «آيفون س» ولوحات رقمية، إضافة إلى آلاف التجهيزات الإلكترونية، وكمية مهمة من المواد الغذائية، في حين توصلت الجمارك إلى معلومات مفادها استعانة مهربين كبار بحافلات نقل المسافرين القادمة من دول أوروبية، قصد بيعها لتجار معروفين بشراء المسروقات بأثمنة بخسة بكل من طنجةوالرباط. وتبحث عناصر الجمارك والأمن عن وسيط معروف بلقب «الميريكاني» يدعي قرابته من مسؤولين نافذين بالمديرية العامة للجمارك بالرباط، ويسهل للمهربين عمليات تسلم سلعهم المهربة أو حتى استرجاعها في حالة حجزها من طرف إدارة الجمارك، وتبين أن المشتبه به يحمل جواز سفر أمريكي ويدعي أنه دبلوماسي مكلف بمهمة. وعمدت عناصر «المافيا» إلى إغراق أسواق معينة بكل من الرباطوطنجة والدار البيضاء وأكادير بالسلع المهربة، في حين تبين أن محلات تجارية لماركات عالمية معروفة تتعامل مع المهربين الكبار، الذين اتخذوا من حافلات نقل المسافرين على الصعيد الدولي وسيلة جديدة لتهريب السلع، بعد أن اشتد عليهم الخناق في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. ودخلت عناصر مكتب الأنتربول، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، على الخط بعد أن تبين أن المبحوث عنهم المغاربة يشتبه في وقوفهم وراء عملية تصفية جسدية لسائق شاحنة كانت تحمل آلاف السلع الإلكترونية بفرنسا، قبل أن يتم تهريبها عبر دفعات للمغرب. وأمر وكيل الملك بفتح بحث معمق مع كل من تبينت صلته ب»مافيا» التهريب عبر حافلات النقل الدولي للمسافرين، إذ سادت حالة من الاستنفار بميناء طنجة ورفعت درجة اليقظة والحذر، كما أنه من المنتظر أن تكشف تصريحات سائق الحافلة المعتقل أسماء مهربين كبار يجري البحث عنهم منذ مدة طويلة.