استخدمت السلطات الأمنية بطنجة، مساء أول أمس الثلاثاء، القوة لتفريق محتجين تحلقوا حول معرض سيرفانتيس بشارع بلجيكا، احتجاجا على احتضانه لمعرض تنظمه مؤسسة «سيفراد إسرائيل»، والذي يوثق، حسب المنظمين، لمرحلة وجود يهود إسبانيا بشمال المغرب. وقبل حوالي 3 ساعات من الوقفة التي انطلقت في السادسة والنصف مساء، اصطف العشرات من عناصر القوات المساعدة والشرطة على طول الشارع المحتضن للنشاط الاحتجاجي المناهض للتطبيع، كما أحاطت العناصر الأمنية بالمعرض الذي أعلن عن افتتاحه الرسمي في نفس يوم الاحتجاج. وحاول العشرات من مناهضي التطبيع أن يتجمعوا أمام مبنى المعرض، غير أن عناصر التدخل السريع بادرت إلى تفريقهم باستخدام الهراوات، وأجبرتهم على الابتعاد عنه عشرات الأمتار، علما أن الأنشطة المناهضة للتطبيع لم تعرف مثل هذا التدخل الأمني العنيف منذ سنوات. وكان من بين الحاضرين في الوقفة منتمون إلى حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، بالإضافة إلى منتسبين إلى حركة التوحيد والإصلاح وإلى جماعة العدل والإحسان، وكذا إلى حزب الاستقلال وأحزاب أخرى ذات مرجعية يسارية، من بينها حزب التقدم والاشتراكية المشارك بدوره في الحكومة، بالإضافة إلى نشطاء بهيئات نقابية وحقوقية. ورغم إجبارهم على الابتعاد عن المعرض، إلا أن المشاركين في الاحتجاج تمكنوا من تنظيم وقفة أخرى وصفوا فيها الأنشطة التطبيعية ب»الجريمة والخيانة»، كما دعوا الحكومة الإسبانية المالكة لمعرض سيرفانتيس، والتابع للمركز الثقافي الإسباني، إلى احترام قناعات المغاربة. وعبر المحتجون عن رفضهم لمحاولات «تحويل طنجة إلى بوابة للتطبيع»، في إشارة إلى أنشطة سابقة وصفت ب»التطبيعية»، من قبيل استقبال منتدى «ميدايز» لوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، واستقبال ملتقى «أكوبامس» الدولي، لوفد إسرائيلي، مشددين على دعم سكان طنجة للقضية الفلسطينية. وذكر المحتجون إسبانيا بجرائمها ضد الموريسكيين المسلمين واليهود بعد سقوط الأندلس، واستقبال المغرب للمطرودين منهم، قائلين إن المغاربة «لا يحتاجون إلى من يعطيهم دروسا في العيش المشترك والقبول بالآخر»، حسب ما ورد في نص الدعوة إلى الاحتجاج.