كشفت معطيات فنية أن مياه المحيط الأطلسي بدأت في التسرب بكميات مطردة نحو الفرشة المائية بسهل سوس، بدءا بالسواحل التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها، إذ بدأ مجموعة من الفلاحين بالتوقف عن استعمال هذه المياه في مجموعة من الآبار بسبب نسبة الملوحة الزائدة، كما أن هذه التسربات وصلت إلى حدود سبت الكردان أي ما يقارب 75 كيلومتر بعيدا عن الشاطئ، الأمر الذي فسرته مصادرنا بكون الفرشة المائية التي تعتبر من أكبر الفرشات المائية في العالم، بدأت تتراجع بحكم العجز السنوي الذي يقارب 300 ألف متر مكعب سنويا، والناتج عن تراجع المعدل السنوي للتساقطات، وكذا الضغط الهائل على هذه الفرشة بسبب الأنشطة الفلاحية التي يشهدها سهل سوس. وتبعا لذلك شددت مصادرنا على أن سياسة تقنين «الأثقاب المائية» لم تساهم في الحد من الاستنزاف الذي تعرفه الفرشة المائية، والتي تعتبر خزانا مائيا تكون في المنطقة منذ آلاف السنين، وهو ما يهدد تراجع الأنشطة الفلاحية بالمنطقة، في مقابل ذلك نبهت المصادر ذاتها إلى أن هناك العديد من مشاريع تحلية مياه البحر من أجل استغلالها في الأنشطة الفلاحية، وهي على سبيل المثال محطة باشتوكة آيت باها وطانطان وغيرها من المناطق الساحلية الجنوبية، التي ستشرع في العمل فيها خلال السنوات المقبلة، والتي يرتقب أن تزود هذه المناطق بمياه تصل إلى معدل 100 لتر في الثانية، وهو معدل سيحل مشكلة المياه في هذه المناطق والمناطق الجنوبية بالخصوص، إذ يرتقب في الشهور القليلة القادمة انطلاق العمل بمحطة التحلية المتواجدة بطانطان، والتي ستزود المدينة بالمياه الصالحة للاستعمال من أجل تخفيف الضغط على الفرشة المائية المتواجدة بكلميم، والتي كانت تزود مدينة طانطان بالماء الصالح للشرب. وفي السياق ذاته كشف أحد الباحثين في مجال المياه وجود مجموعة من الأبحاث لاستغلال مياه البحر المالحة في مجموعة من الأنشطة الفلاحية بالمناطق الصحراوية، وهي سابقة علمية ينتظر أن تشكل ثورة هائلة في الميدان الفلاحي، وأشار الباحث ذاته إلى أن الأبحاث في هذا الاتجاه تتقدم بشكل كبير، بسبب ارتكازها على النتائج التي تم تحقيقها على مستوى التعديل الوراثي لبعض المزروعات التي يتم تكييفها مع المياه المالحة.