وقد تم تمويل أشغال المشروع في إطار شراكة بين صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وشركة "أمان سوس" التي حصلت على التدبير المفوض للمشروع، إلى جانب مساهمة الفلاحين المستفيدين. ويهم المشروع ري عشرة آلاف هكتار من خلال نقل نحو 45 مليون متر مكعب من المياه سنويا انطلاقا من المركب المائي "أولوز" و"المختار السوسي"، وهو ما سيمكن من تزويد كل هكتار ب 4000 متر مكعب من المياه طيلة الموسم الفلاحي. ويتضمن المشروع إنجاز مآخذ للماء على سد أولوز ومد قناة رئيسية وتشييد منشآت مائية على طول 90 كلم وكذا إنجاز شبكة لتوزيع مياه الري على طول إجمالي يصل إلى 300 كلم. كما تضمن إنجاز 600 مأخذ للماء داخل الدائرة السقوية الكردان إلى جانب إجبارية اعتماد نمط الري بالتنقيط بالنسبة للضيعات المستفيدة. وسيمكن مشروع إنقاذ الحوامض بحوض سبت الكردان من ضمان المحافظة على 11 ألف منصب عمل قار وعشرة آلاف منصب عمل موسمي، إلى جانب زيادة إنتاج المنطقة من الحوامض بحوالي أربعين ألف طن ليصل إلى 255 ألف طن إلى جانب الزيادة في حجم صادرات الحوامض بنسبة 35 بالمائة. وإلى جانب انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية، سيساهم المشروع في تخفيف الضغط على الفرشة المائية وذلك من خلال اقتصاد 70 مليون مترا مكعبا من المياه الجوفية سنويا، فضلا عن مساهمته في تعميم الري الموضعي. ويعد هذا المشروع مشروعا نموذجيا على الصعيدين الوطني والدولي، يتم إنجازه في إطار شراكة بين القطاعين الخاص والعام وسيتم فيه تفعيل آلية التدبير المفوض لمشروع بناء التجهيزات وتدبير شبكة الري بمنطقة سبت الكردان لشركة خاصة. وبموجب هذه الشراكة التي تربط وزارة الفلاحة والصيد البحري وشبكة "أمان سوس" تلتزم هذه الأخيرة بتدبير شبكة توزيع المياه وضمان التزود المستدام للضيعات بالمياه اعتمادا على تعريفة محددة وحصولها على خدمة تفضيلية. ويعد مشروع الري بسبت الكردان الواقعة في حوض سوس، والتي تبعد عن أكادير بنحو ستين كيلومترا، من المشاريع المهيكلة على مستوى جهة سوس ماسة درعة حيث يقدم معالجة لإشكالية تراجع مستويات المياه الجوفية واستنزاف الفرشة المائية بالمنطقة. إثر ذلك قام جلالة الملك بزيارة تفقدية لضيعة فلاحية نموذجية مختصة في إنتاج البواكر والحوامض شرعت في استغلال مياه المشروع المذكور .