توقفت مسيرة سكان دوار أيت يعقوب بجماعة بني تدجيت إقليم فجيج، بعد قطعهم حوالي 30 كيلومترا مشيا على الأقدام، على بعد حوالي 18 كلم من بلدة بني تاجيت في اتجاه جماعة بوعنان المتاخمة للشريط الحدودي المغربي الجزائري، للاستراحة وقضاء ليلة الأربعاء/الخميس، في العراء، في عزّ فصل الشتاء الذي يتميز هذه السنة بالبرد القارس والرياح القوية. انطلقت المسيرة التي شارك فيها حوالي 200 فرد من أسر دوار قبيلة أيت يعقوب، أطفال ونساء وشيوخ وشباب أكبرهم شيخ في الثمانين من عمره، وأصغرهم أطفال في سنتهم الثالثة، حاملين الراية الحمراء ولافتة وشعارات مطلبية، (انطلقت) صباح أول أمس الأربعاء، وواصلت سيرها نحو الجماعة القروية لبني تاجيت على بعد حوالي 12 كلم، محاطة بقوات الأمن من درك وقوات مساعدة، رافضة الدخول في حوار مع رئيس دائرة بني تاجيت الذي يحمّلونه مسؤولية الأوضاع والمشاكل والنزاعات التي تشهدها المنطقة، مصممين على قطع حوالي 200 كلم حتى مقر عمالة بوعرفة، حيث ينوون الاعتصام والدخول في حوار مع عامل الإقليم. وقد سبق للسائرين أن نظموا، صباح اليوم نفسه، وقفة احتجاجية أمام قيادة بني تيجيت، بعد أن رفضوا الدخول في حوار دعا إليه رئيس دائرتها، باعتباره، حسب تصريحات السكان، متورطا في المشكل القائم مع قبيلة «بني احسن» التي منعتهم من بناء السد التلّي الذي دأبوا على بنائه كل سنة لتصريف أعمالهم الفلاحية والرعوية، مع الإشارة إلى أن هذا الملف عمر لسنوات عديدة، وكان سببا في اتخاذ قبيلة «أيت ياضي» لقرار مقاطعة انتخابات 2009، مما سبب متاعب كبيرة للسلطة المحلية. احتجاجات السكان نددت بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، حيث التهميش والإقصاء المضروب على المنطقة، يضاف إليها الجفاف والترامي على أراضيهم من طرف قبيلة لا تربطها أية علاقة أو حدود مع قبيلة أيت يعقوب صاحبة الأرض. وعبر المحتجون عن تمسكهم بأراضيهم وإصرارهم على الدفاع عن حقوقهم المشروعة ومتابعة المعتدين المترامين على أراضيهم وفق القوانين والأعراف الجاري بها العمل، بعد أن خسروا كلّ شيء، ولم يعد لهم ما يخسرونه مستقبلا، بعد أن ضاعت مزروعاتهم وقطعانهم.