مازال اعتصام أبناء قبيلة أولاد ناصر بمنطقة تاملالت بإقليم فجيج، متواصلا لليوم الثالث، حيث يبيتون في العراء بمنطقة «أنباج/زالمو»، بعد محاصرتهم من طرف قوات التدخل السريع بأمر من السلطات الإقليمية، لمنعهم من مواصلة مسيرتهم نحو مركز بوعنان لتقديم شكاية في شأن إقدام قبيلة بني كيل على حرث أراضيهم، حسب قولهم. واندلعت شرارة الصراع، هذه السنة، بعد أن أقدم أبناء قبيلة «بني كيل» المجاورة لأراضي قبيلة أولاد ناصر الشاسعة، على مباشرة عمليات حرث هذه الأراضي، التي تقول قبيلة أولاد ناصر بملكيتها، بالقوة كما وقع خلال السنين الماضية، وهو الوضع الذي تسبب، آنذاك، في صراعات وصدامات دامية وقاتلة بين أبناء القبيلتين. وحسب أحد أبناء قبيلة أولاد ناصر، رفضت القبيلة، هذه المرة، الدخول في صراع تجنبا لمزيد من الضحايا وتأزيم الأوضاع، وفضلت الاحتجاج السلمي عبر القيام بمسيرة على متن حوالي 30 شاحنة نقلت أكثر من 500 فرد من القبيلة المحتجة، وانطلقت إلى بوعنان المركز ومنه إلى مقر عمالة بوعرفة لتسليم شكاية في الموضوع للمسؤولين للتدخل العاجل ومنع كارثة محتملة، لكن تم اعتراض سبيل المسيرة وإيقافها ومحاصرة السائرين بمنطقة أنباج/زالمو على الطريق الرابط بين بوعنان وبوعرفة. ويتمسك أبناء قبيلة أولاد ناصر بمواصلة مسيرتهم إلى بوعنان المركز وعمالة بوعرفة لإيصال شكايتهم، محملين المسؤولية كاملة للسلطات المحلية والإقليمية، مع العلم أن القبيلة سبق لها أن راسلت في العديد من المرات وزير الداخلية وعامل إقليم فجيج/بوعرفة والسلطات المحلية للتدخل من أجل ردّ الأمور إلى نصابها والحؤول دون تكرار الأوضاع. يذكر أنه سبق لبعض قبائل أولاد الناصر ببوعنان أن دخلت في اعتصام مفتوح، خلال شهر ماي 2009، نتيجة الخلافات والنزاعات حول استغلال هذه الأراضي الفلاحية مع قبيلة بني كيل، وتم نصب خيام بضواحي مدينة بوعنان بإقليم فجيج احتجاجا على تطاول بعض كبار أسر بعض قبائل بني كيل، حسب اعتقادهم، على أراضيهم خاصة في المنطقة المسماة بن غياضة. وشكلت قبيلة أولاد ناصر آنذاك قافلة على متن أكثر من ثلاثين شاحنة قررت التوجه إلى مدينة الرباط، لكن السلطات تدخلت وأوقفت المسيرة ووعدت بدراسة هذا المشكل التاريخي بين القبيلتين، والذي استفحل بسبب تهاون السلطات في حلّه بتحديد الحدود بهذه المنطقة. وتتضمن هذه المنطقة نقطة ثلاثية للحرث بين قبائل أولاد ناصر وقبائل بني كيل وبعض قبائل البرابرة، ونظرا لصعوبة تحديد المنطقة وتوزيعها بين القبائل، تم منع استغلالها من طرف السلطات منذ سنين، الشيء الذي جعلها تبقى منطقة رعوية فقط،علما أن القبيلة المتواجدة والساكنة بالمنطقة هي قبيلة أولاد الناصر منذ تعمير المنطقة لمدة سنين.