منع والي الجهة الشرقية وقفة دعت إليها فعاليات أمازيغية مغربية للتضامن مع سكان منطقة غرداية بالجزائر، والتي تعيش على إيقاع صراع دموي بين ناطقين بالعربية وناطقين بالأمازيغية يتبنون المذهب الإباضي. ولم يبرر والي الجهة قرار المنع، واكتفى بالإشارة، في رسالة وجهها إلى ثلاث فعاليات ترعى ترتيبات الوقفة التي كان من المرتقب أن تنظم بالمركز الحدودي «جوج بغال» يوم أمس الأحد، إلى أن «الظروف غير مواتية لتنظيم مثل هذه التظاهرة في الوقت والمكان المعنيين». لكن قرار المنع أغضب التجمع العالمي الأمازيغي، ما دفعه إلى اتخاذ قرار نقل معركته ضد السلطات الجزائرية التي يتهمها ب»التواطؤ» في استهداف «أمازيغ منطقة مزاب»، إلى الساحة المحاذية للبرلمان الأوربي بالعاصمة البلجيكية. وطالبت الفعاليات ذاتها من السلطات المغربية فتح الحدود أمام السكان المتضررين حماية لأرواحهم، في ظل تنامي الهجمات بمنطقة غرداية. وخلفت النزاعات الدموية التي تعيشها المنطقة قتلى وجرحى، وتعرضت عدة منازل ومآثر ومحلات ورموز دينية إباضية لعمليات حرق، واضطرت العشرات من الأسر إلى إخلاء المنطقة بسبب هذه الأحداث الدموية التي اتهمت السلطات الجزائرية بالتزام «الحياد السلبي» تجاهها، و»التواطؤ» مع مليشيات متخصصة في القتل والتدمير. وتعتبر الإباضية أحد المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، وتنتشر في سلطنة عمان، وفي جبال نفوسة وزوارة في ليبيا، ومنطقة مزاب في الجزائر وجربة في تونس. وتشهد منطقة غرداية، منذ ما يقرب من 3 أشهر، مواجهات دامية بين سكان ناطقين بالعربية، وآخرين ناطقين بالأمازيغية، على خلفية نزاعات حول الأرض يعود تاريخا إلى الستينيات من القرن الماضي. ويتهم نشطاء الحركة الأمازيغية السلطات الجزائرية بالتقصير في التدخل من أجل وضع حد لهذا النزاع، وحماية السكان من الهجمات المتكررة لمليشيات ملثمة.