فضح حقوقيون بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان الأوضاع الكارثية، التي تعاني منها البنية التحتية في كل من بومية وتونفيت بالأطلس المتوسط، إذ أن الثلوج والفيضانات التي تعرفها هذه المناطق في هذا الوقت من السنة، أسفرت عن خسائر ذهب ضحيتها عدد من المواطنين الذين أضحت منازلهم الآيلة للسقوط مهددة بالانهيار في أي وقت، ويتعلق الأمر بالأحياء المسماة (إغرم أقديم بإيتزر وجاج إغرم ببومية وإغرم أخثار بتونفيت)، والتي حملت مصادرنا مسؤولية أوضاعها المأساوية للجهات المسؤولة في الدولة، التي قدمت للسكان حلولا ترقيعية على مدى السنوات الماضية. كما شجب الحقوقيون التدهور «الكارثي» للبنيات التحتية داخل مركز بومية ونواحيها خاصة الطرق والقناطر المهترئة، التي تقابل في نظرهم بترقيعات وصفت ب»البئيسة» خاصة تلك التي عرفتها المحاور الطرقية ( بومية –كروشن، بومية – تونفيت، تونفيت – أنفكو، بومية – إيتزر، بومية- إيتزر عبر إخف أوكرسيف، إيتزر – أجدير عبر تانوردي، بومية- أيت مولي، بولعجول – تمايوست...) . وأوضحت المصادر ذاتها بأن الأوضاع المزرية التي يعيشها سكان المناطق المذكورة لا تقتصر فقط على البنية التحتية والمعابر الطرقية، وإنما تنضاف إليها مشاكل أخرى تتمثل أساسا في غلاء حطب التدفئة واستنزاف الثروات الغابوية والمائية، فضلا عن النقص الفادح في التجهيزات الطبية بالمراكز الصحية التي تعد على رأس الأصابع، والتي تعاني من غياب الأدوية ومن قلة الموارد البشرية. وتعبيرا عن غضبهم من تردي الأوضاع في بومية وتونفيت ونواحيهما، قرر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببومية، تنظيم وقفة احتجاجية يوم السادس عشر من هذا الشهر أمام المركز الصحي بالجماعة، تنديدا بإجهاز الحكومات المتعاقبة على حقوق سكان هذه المناطق «المنسية» التي لا تستفيد من الخدمات الرياضية والثقافية والاجتماعية ... الأمر الذي أغرق شبابها في البطالة وجعل بعضهم يسلك طريق الانحراف وتعاطي المخدرات، مما انعكس على الوضع الأمني الذي يضيف الحقوقيون أنه بدوره يعاني من تدهور واضح، خاصة في منطقة إيتزر. وأدان الحقوقيون استنزاف الثروات الغابوية من طرف مافيا الغابات، وخاصة (غابات تانووردي، تيزي نغشو، تقاجوين، بويسغي، تيفليتشوت، حجيرت، تونفيت...) في ظل غياب مشاريع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تساعد الفلاحين الصغار على تجاوز أزماتهم التي يعانون منها بسبب الثلوج والفيضانات.