ن.بركاوي- م.السجاري هددت مجموعة من شباب دوار «تيقجوين» بإقليم ميدلت بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات الجماعية المقبلة، بسبب تجاهل الجهات المسؤولة لمطالب السكان الذين تفرض عليهم العزلة التامة مع كل تساقطات ثلجية، في ظل غياب الطرق وقساوة الطبيعة والظروف الاجتماعية والحرمان، وذلك لتجنب التعامل بمنطق اعتبار الدوار المذكور خزانا للأصوات الانتخابية ليس إلا، وتجاهله في باقي الأيام والشهور والسنوات. وقد استقبل عامل عمالة ميدلت، صباح أول أمس الثلاثاء، عددا من شباب الدوار المذكور الذين طرحوا مشاكلهم، وعبروا عن هموم سكان المنطقة وطالبوا بإعلان «تقجوين» جماعة مستقلة، بدل أن يظل هذا الدوار الذي يعد أكبر تجمع سكاني بالمنطقة تابعا لجماعة سيدي يحيى أويوسف منذ 2009 إلى الآن، علما أن الأخيرة تبعد عن دوار «تيقجوين» ب132 كيلومتر، وأن الانتقال إليها يكون محفوفا بالمعاناة والمخاطر، كما أنه من غير المعقول، تقول مصادر جمعوية بالمنطقة، أن ينتقل سكان هذا الدوار الذين يشكلون كثافة سكانية مهمة إلى الجماعة المذكورة التي يعد سكانها أقل بكثير من «تيقجوين». وقد وعد عامل الإقليم بحل بعض مشاكل السكان، إذ تمت إثارة أربع نقط مهمة وهي مشكل الكهرباء الذي وعد العامل بإيجاد حلول له من خلال البحث عن شركاء، ومشكل الطرق، إذ تلقى الشباب وعودا بقرب إصلاحها، وأكد العامل أن العمالة تضع رهن إشارة الدوار سيارة إسعاف، غير أنه طالب الشباب بالبحث عن جمعية لتوفير سائق لها، في حين أكد أن ما طالب به الشباب فيما يخص النقطة الرابعة المتعلقة بخلق جماعة «تيقجوين»، لا يدخل في اختصاصاته. ويذكر أن عامل إقليم ميدلت استقبل هؤلاء الشباب على خلفية المسيرة التي نظمها أزيد من 80 شابا بدوار «تيقجوين» على الأقدام، الثلاثاء الماضي، إذ خرج عدد من شباب قرية «تيقجوين»، الواقعة تحت النفوذ الترابي لقيادة «تونفيت»، في مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام، نحو مقر عمالة إقليم ميدلت، للمطالبة بوضع حد لمعاناة السكان. وذكرت مصادر محلية أن المحتجين انطلقوا صباح الثلاثاء من مركز قرية تقجوين، حاملين لافتات تطالب بالتدخل العاجل للسلطات لوضع حد لمعاناتهم، غير أن القوات العمومية منعت زحفهم نحو عمالة إقليم ميدلت بعد قطعهم لمسافة تقارب ال32 كيلومترا، بعدما اقتربت المسيرة من جماعة «أغبالو يسردان». ونفى مصدرنا أن تكون القوات العمومية تدخلت بالقوة لمنع استكمال المسيرة لطريقها، غير أن السلطات المحلية طلبت من المتظاهرين رفع شكلهم الاحتجاجي، وتشكيل لجنة ممثلة لهم بغية عقد لقاء مع المسؤولين بعمالة ميدلت لمناقشة أهم المطالب التي يحملها الشباب المحتج. ولخص المتظاهرون أبرز مطالبهم في إنشاء جماعة خاصة ب»تقجوين»، وفيما اعتبروه الفقر الذي تعانيه المنطقة وغياب التنمية، لكونها تابعة لجماعة سيدي يحيى يوسف، إضافة إلى تعبيد الطريق، وبناء مستشفى قادر على توفير الأمن الصحي للسكان، مع توفره على سيارة للإسعاف، خاصة وأن شهادات عدد من المواطنين تحدثت عن المعاناة التي عاشها عدد من النساء الحوامل لما داهمهن المخاض.