تسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية، ليلة أول أمس الأحد، وصباح أمس الاثنين، في انقطاع الطريق الرابطة بين بومية وتونفيت، وبين الأخيرة ودوار أكوديم، في عمالة إقليم ميدلت..وفرضت على سكان الدواوير والمجمعات السكنية التابعة لهذه المناطق البقاء في عزلة خلال أكثر من 12 ساعة، وأرغمت بعضهم على تأجيل قضاء أغراضهم الإدارية، إلى حين فتح الطريق مجددا في وجه وسائل النقل. وقالت مصادر "المغربية" إن الأمطار أدت إلى انهيار الصخور وانجراف التربة المحاذية للطرق، ما شل الحركة في بعض المقاطع الطرقية، التي تعد السبيل الوحيد للتنقل بين قيادة تونفيت ومدينة بومية، وأدى ارتفاع منسوب مياه الوديان المارة فوق الطريق إلى إرباك حركة السير، إذ وصل مجرى الوادي إلى مستوى صعب اجتيازه على العربات الصغيرة. كما خلفت الأمطار خسائر مادية في عدد من الضيعات الفلاحية، إذ غمرت مياه الوديان المحملة بالوحل المحاصيل الزراعية قرب مجرى المياه، خاصة في دوار تقجوين، بجماعة سيدي يحيى ويوسف وبالدواوير التابعة لقيادة تونفيت. وطالب سكان دوار أكوديم وتونفيت بالإسراع في إنجاز المقطع الطرقي الرابط بين أكوديم وتونفيت، الممتد على طول 28 كيلومترا، إذ كان مقررا أن تكون الطريق أنجزت قبل نهاية شتنبر الماضي. وكان ثمانية أشخاص من شيوخ وأعيان دوار أغدو، في جماعة أنمزي بإقليم ميدلت، توجهوا، الأسبوع الماضي، إلى قيادة تونفيت وعمالة إقليم ميدلت، للمطالبة بفك العزلة عن الدوار الذي يسكنه 800 نسمة، ولا يتوفر على أبسط متطلبات العيش الكريم. وذكرت مصادر "المغربية" أن شيوخ قبيلة أغدو، قطعوا أكثر من 70 كيلومترا، للقاء قائد قيادة تونفيت، ومطالبته بلقاء مع عامل عمالة إقليم ميدلت، لإطلاعه على الأوضاع المزرية في الدوار، واستنكروا "التهميش، الذي طال الدوار"، رغم أنه يبعد عن دوار أنفكو بحوالي 12 كيلومترا فقط، واستفاد الأخير من تجهيزات طبية وبنية تحتية. ويعاني سكان دوار أغدو في جماعة أنمزي من غياب مياه صالحة للشرب، ويجدون أنفسهم مرغمين على الشرب من مياه الوادي الملوثة، التي تقذف فيه مياه الصرف الصحي لدوار أنفكو، ويتسبب هذا في مشاكل صحية لأطفال الدوار والحوامل، إذ أكدت معطيات طبية في المركز الصحي الجماعي لتونفيت، أن مياه الوادي الملوثة هي السبب الرئيسي لسلسلة الوفيات التي هزت إقليم ميدلت أخيرا.