تظاهر عشرات من آباء وأمهات طلبة المدرسة العراقية صبيحة أمس، رفقة أبنائهم، أمام مقر المدرسة التي تعرضت للإغلاق يوم الجمعة الماضي، إثر قرار صادر عن وزارة التربية الوطنية، على خلفية اتهامها بالترويج للعقيدة الشيعية. وطالب المتظاهرون، الذين كان بينهم طلبة المدرسة من كافة المستويات، بإلغاء القرار الذي وصفوه بالجائر، وبإعادة فتح أبواب المدرسة، حاملين صورا للملك محمد السادس وشعارات منددة بقرار وزارة أحمد اخشيشن. وقالت وفاء الطالبي، أم إحدى طالبات المدرسة، إن القرار «نزل علينا كالصاعقة دون سابق إنذار»، وإنها توجهت مباشرة بعد علمها بخبر الإغلاق يوم السبت الماضي بمعية باقي أولياء الطلبة إلى مديرة أكاديمية التعليم بالرباط للاستفسار عن سبب الإغلاق، ففوجئوا برد يشير إلى أن المدرسة العراقية لم تعقد شراكة مع وزارة التربية والتعليم، مما يعد استثناء بالنسبة لباقي البعثات بالمغرب، علما بأن المؤسسة فتحت عام 1976، وتضم أزيد من 400 طالب أكثرهم مغاربة. وأكد أولياء التلاميذ أن المدرسة تعد نموذجية من حيث السير الأخلاقي، وكذا من حيث كفاءة الأساتذة في تلقين المناهج، نافين وجود مقررات تبرز لمسألة الطائفية، مشيرين إلى أنه كان من الواجب سؤال الطلبة المعنيين قبل قرار الإغلاق. وأعرب أعضاء من هيئة التدريس بالمدرسة، عن استغرابهم لقرار الوزارة القاضي بالإغلاق دون إخبارهم أو الإشارة إلى مصيرهم، والتمست غادة، وهي مدرسة من أصل عراقي، من الملك محمد السادس النظر إلى الظروف الخاصة التي يعيشونها، خاصة بعد فقدهم لبلدهم الأم. كما قام ثمانية من تلاميذ المدرسة العراقية بزيارة لمكتب «المساء» بالرباط، رفقة أحد المدرسين بنفس المدرسة من جنسية عراقية، حيث اعتبروا أن ما صرح به محمد العرب حول طرد ابنيه من المدرسة ونشر التشيع غير صحيح. وقال هؤلاء الأطفال إن ما يدرسونه في الصفوف لا يمت بأي صلة لما قاله محمد العرب. وأشار الدكتور محمد محسن سلمان، المدرس بالمدرسة العراقية، في تصريحات للجريدة، إلى أن التغيير الوحيد الذي مس المناهج الدراسية بها منذ عشرين عاما يتعلق فقط بإزالة صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين، التي كانت توجد بالكتب الدراسية، وكذا الحديث عن أفكار ومواقف حزب البعث الذي كان يحكم العراق في الماضي، مضيفا بأن المناهج الدراسية سنية التوجه ولا علاقة لها بأي مزاعم لنشر الفكر الشيعي. وقال إن 80 بالمائة من تلاميذ المدرسة هم مغاربة، بينما 10 بالمائة هم من أبناء السلك الديبلوماسي العربي المعتمد بالمغرب، و10 بالمائة الأخرى هم من العراقيين. ووقع أعضاء هيئة التدريس والإداريين والمستخدمين بالمدرسة، بلاغا توضيحيا توصلت «المساء» بنسخة منه، عبروا فيه عن استغرابهم لقرار الإغلاق، واعتبروا أن مبررات الإغلاق مفتعلة ولا أساس لها من الصحة. وقال البلاغ إن ما صرح به محمد العرب حول طرد ابنيه من المدرسة غير صحيح ولم يسبق لأي شخص أن اشتكى من طرد أحد أبنائه. وبخصوص كون المدرسة لا تستند على أي سند قانوني، قال البلاغ إن شهادة الباكالوريا العراقية الممنوحة من المدرسة معادلة لشهادة الباكالوريا المغربية حسب الظهير الشريف رقم 1.59.072 الصادر في 21 يوليوز 1959، وقرار وزارة التربية الوطنية رقم 2070.01 الصادر في 23 نوفمبر 2001، وتخرج من المدرسة العديد من الطلبة يتابعون دراستهم حاليا بمؤسسات التعليم العالي بالمغرب والخارج، وأطر إدارية.