حلت عصر أول أمس الأربعاء لجنة تفتيش تابعة للإدارة العامة للأمن الوطني بمفوضية أمن برشيد للبحث والتحقيق لمعرفة الظروف والأسباب التي كانت وراء إقدام شاب في عقده الثالث، منتصف نهار اليوم نفسه، على الانتحار شنقا بزنزانة مفوضية الشرطة. واستمعت اللجنة المذكورة إلى كل من العميد المركزي بمفوضية أمن برشيد، ورئيس الهيئة الحضرية بالنيابة، وحارسي أمن مكلفين بحراسة «الجيول»، وكذا إلى المعتقلين اللذين كانا رفقة الشاب وقت وقوع الحادث. ووفق مصدر مطلع، فإن اللجنة ظلت لساعات بمقر مفوضية الأمن ببرشيد تستمع إلى المعنيين بالأمر وأعدت تقريرا سترفعه للإدارة العامة حول النازلة. وكان الشاب المعني، وهو من مواليد سنة 1988، عاطل عن العمل، ويسكن بالحي الحسني شرق مدينة برشيد، قد تم توقيفه في حدود الساعة العاشرة من ليلة الثلاثاء الماضي، بناء على شكاية تقدم بها والده إلى مصالح الأمن، يعرض فيها أن ابنه يعرضه بين الفينة والأخرى للتعنيف، وهي الشكاية التي انتقلت على إثرها دورية للأمن للبحث عن الابن المشتكى به، حيث تم توقيفه واقتياده صوب مخفر الشرطة بمفوضية أمن برشيد، ووضع رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية ببرشيد، على أن يحال على أنظارها بعد الانتهاء من مسطرة الاستماع للنظر في المنسوب إليه، والمتعلق بتهمة العنف ضد الأصول، وقضى الشاب ليلته بزنزانة الاعتقال رهن تدابير الحراسة النظرية. وانزوى، ظهر أول أمس الأربعاء، في ركن بالزنزانة، وفي غفلة من رفيقيه المعتقلين استل رابط بذلته الرياضية وقام بلفه حول رقبته دون أن ينتبها إليه، ولما استشعرا أمره أخبرا حارس الأمن المكلف بحراسة «الجيول»، الذي أخبر بدوره مسؤوليه بالواقعة، وتم ربط الاتصال برجال الوقاية المدنية الذين حلوا بمفوضية الأمن، وتم نقل الشاب المعني في حالة حرجة على وجه السرعة نحو مستشفى الرازي المحلي، وفي الطريق إليه لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة، ليودع بعدها مستودع الأموات بالمستشفى نفسه من أجل التشريح الطبي لفائدة البحث. وأضاف المصدر ذاته أن ممثل النيابة العامة بمحكمة برشيد الابتدائية حل بمفوضية الأمن للوقوف على حقيقة الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة، مشيرا إلى أن جثة الشاب تم نقلها إلى مصلحة الطب الشرعي الرحمة بالدار البيضاء من أجل إخضاعها للتشريح الطبي تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة أسباب الوفاة.