يعيش لاعب نجم الشباب البيضاوي والمنتخب سابقا محمد بابا، حالة من القلق بسبب قرار الترحيل من السكن الذي يقطنه، وهو سكن وظيفي يعود تاريخ استغلاله إلى عقود مضت حين كان موظفا بالمصالح البلدية للدار البيضاء. وقال بابا ل»المساء» إنه مصير أسرته يلفه الغموض في «ظل الوضع القانوني المجهول مع السلطات التي لم تحدد موفقها مع قاطني مساكن تابعة للأملاك المخزنية، التي سلمت لنا في شكل سكن وظيفي في سنوات خلت»، وقال نجم المنتخب المغربي في الستينات إنه يعاني من آلام بسبب هذا الوضع الغامض الذي يهدد كيان أسرته ويجعل نهاية مشواره تعيسة ولا تشرف إسما قدم الكثير للكرة المغربية دون أن ينال نصيبه من التكريم الذي يحفظ كرامته، وأضاف بأن بعض المشاكل الصحية التي تعرض لها ومازل يعاني من آثارها، والتي استدعت التدخل الجراحي، قد باعدت بينه وبين الكرة، مشيرا إلى تحملته نفقات العلاج من ماله الخاص «دون أن يشفع لي تاريخي الرياضي السابق، ودون أن أنال ولو درهما واحدا من صندوق دعم اللاعبين القدامى الذي فتح في نهاية التسعينات دون أن يستفيد من مداخيله أي لاعب». ومن مضاعفات هذه الوضعية أصبح بابا يقاطع المشهد الكروي، وعن سر المقاطعة يقول: «لا أخفيك أنه بعد خيبة أملي في هذا الميدان الذي لم يقدم لي أي شيء رغم أنني لم أكن أنتظر منه ذلك، لم أعد أتابع أي جديد في الساحة الكروية، وأظن أن لاعبي اليوم جد محظوظين لأنهم يتمتعون بالعديد من الامتيازات عكس الدوليين القدامى». كانت بداية محمد بابا قلب هجوم فريق نجم الشباب الذي انضم إلى صفوفه في سن مبكر، بعد أن لمس الجميع موهبته في كرة القدم وحبه لها، ليقضي مدة طويلة ضمن تشكيلته التي برعت في تقديم العروض الكروية وتنافس الوداد والرجاء والراك والطاس على استقطاب الجماهير البيضاوية، ولا يخفي الرجل فخره بكون مسيرته الرياضية كانت رفقة نجم الشباب الذي يعد من أبرز الفرق آنذاك، مصرحا بأنه لعب له دون أن يعير أي اهتمام للجانب المادي، لأن حبه لكرة القدم كان أكبر من أن أعير هذا الجانب أدنى اهتمام آنذاك. مهارة اللاعب في مجموع المباريات التي خاضها مع فريقه، جعلته يحظى بإعجاب أحد وسطاء الفريق الفرنسي بوردو، ويرحل فقد إلى الديار الفرنسية رفقة أسرته، وفي المهجر خاض بابا مباريات ودية مع بوردو الفرنسي، «لقد سارت الأمور بشكل جيد لكن المشكل الذي حال دون تحقيق حلم الاحتراف، هو عدم حصولي على الوثائق بشكل رسمي، إلى جانب مطالبة فريق نجم الشباب، الذي كان يلعب له، بعودته فاضطر إلى الرجوع لتعزيز صفوف النجم. «رغم أن ظروف الإقامة في فرنسا كانت جيدة لأن الفريق وفر لي وأسرتي كل احتياجاتي، لكن في الوقت الذي كانت ستتم فيه الأمور بشكل رسمي قرر فريقي الأصلي نجم الشباب عودتي إلى المغرب، حيث تمكنت بعد رجوعي رفقة باقي اللاعبين، أن نكون تشكيلة منسجمة فيما بعد حققت عدة إنجازات رياضية». وبخصوص تجربته مع الفريق الوطني فإنه يعتبرها جد ممتعة، خاصة أن المنتخب كان مؤطرا من طرف اللاعب العربي بن مبارك، «الذي كان وطنيا حتى النخاع وهو ما كان يحاول ترسيخه لدى اللاعبين، الذين كانوا يحرصون على تمثيل المغرب في العديد من البلدان، كروسيا وتونس والجزائر وغيرها من الدول التي عرفت تظاهرات رياضية مهمة». ولم يكتف الرجل بلعب كرة القدم بل إنه ولج عالم التدريب بعد أن أنهى مساره الرياضي كلاعب، يقول بابا إن حنينه إلى الميادين الرياضية ظل يراوده باستمرار ففكر في تدريب بعض الفرق المهنية كفريق»مصرف المغرب»، الذي ظل تحت يؤطره حتى وقت قريب لمس فيه أن المسؤولين ليسوا راضين عما يقدمه، ربما لأنه تقدم في السن حسب تصريحه، فانسحب في هدوء رغم أن أجره كان زهيدا في تدريبه للفريق المهني.