كشف تقرير دولي وضعته منظمة «الأبواب المفتوحة»، التي يوجد مقرها بالولايات المتحدةالأمريكية، أن عدد المسيحيين الذين قتلوا لأسباب دينية في شتى أنحاء العالم في عام 2013 زاد إلى ما يقارب الضعف، مقارنة بعددهم في السنة الماضية. وقالت المنظمة في تقريرها السنوي لعام 2014 حول اضطهاد المسيحيين في العالم، الذي نشرته قبل أيام وتم تقديمه في ندوة بالعاصمة الفرنسية، يوم الأربعاء الماضي، إنها سجلت 2123 حالة قتل لأسباب دينية، مقارنة مع 1201 حالة في عام 2012. وأضافت أن عدد القتلى في سوريا وحدها بلغ 1213 في العام الماضي. ووضعت المنظمة قائمة بخمسين دولة تم التعرض لأوضاع المسيحيين فيها، رتبت حسب درجة الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون. واحتلت كوريا الجنوبية الرتبة الأولى في القائمة باعتبارها الدولة الأكثر خطرا على سلامة المسيحيين، تليها الصومال ثم سوريا فالعراق وأفغانستان والعربية السعودية. وجاء المغرب في الرتبة 44، بين كينيا وطاجيكستان، بينما احتلت النيجر الرتبة الخمسين الأخيرة باعتبارها الدولة التي تشهد أدنى حالات الاضطهاد ضد المسيحيين. وبخصوص المعايير المعتمدة في التقرير السنوي الذي أعدته المنظمة قال فرانز فيرمان، رئيس البحوث في المنظمة، إن هذه الأعداد تستند إلى ما ورد في الإعلام وأمكن للمنظمة التيقن منه. وقالت المنظمة إن العنف ضد المسيحيين ينتشر في إفريقيا بشكل خاص، وبأن الإسلاميين المتشددين هم أكبر ممارس للاضطهاد في 36 من الدول التي وردت أسماؤها في القائمة، حسب ما ورد في التقرير. وبقيت كوريا الشمالية للسنة الثانية عشرة على التوالي البلد الذي يواجه فيه المسيحيون أصعب وأخطر الأوضاع، لكن التقرير لا يتضمن أعداد القتلى المسيحيين فيما يخص هذا البلد، بيد أنه أوضح أن المسيحيين هناك يتعرضون «لأكبر ضغوط يمكن تخيلها»، حيث يعيش ما بين 50 ألفا و70 ألفا في معسكرات السجون السياسية، حسب التقرير. وقال مدير المنظمة ميشال فارتون إن الجمعية لا تعني ب»عمليات الاضطهاد» أعمال العنف فقط ولكن أيضا الضغوط والقيود وأعمال التمييز المرتبطة بديانة ما. ذلك أن التمييز على أساس ديني يساهم بشكل كبير في بروز مشاعر الكراهية وعدم الاندماج والتعايش بين الديانات المختلفة، وهو حكم لا يستند إلى نصوص دينية واضحة بل هو نتيجة التعصب الأعمى والجهل بحقيقة الدين. ومن بين البلدان الأخرى التي يخضع المسيحيون فيها إلى هذه الضغوط العدائية أفغانستان وجزر المالديف واليمن وإيران وليبيا وأوزبكستان وقطر. واحتلت سوريا المرتبة الثالثة بسبب الانفلات الأمني وانتشار السلاح وبروز الحركات الإسلامية المتشددة التي تتبنى رؤية متطرفة للدين، مما ساهم في ازدياد عمليات القمع والابتزاز التي يتعرض لها مسيحيو سوريا، حسب ما ورد في التقرير. وزادت عمليات القمع أيضا في الدول التي توصف ب«الضعيفة» إذ أنها لم تعد قادرة على الاضطلاع بدورها مثل الصومالوسوريا والعراق وأفغانستانوباكستان واليمن وحاليا إفريقيا الوسطى. وقال التقرير إن باكستان شهدت «أسوأ هجوم على المسيحيين منذ قيامها عام 1947» مع اعتداء انتحاري مزدوج عند خروج المصلين من كنيسة جميع القديسين الكاثوليكية في بيشاور حيث قتل 89 مسيحيا في 22 سبتمبر الماضي. إذ أن باكستان تعرف توترا وعنفا من خلال تبني القاعدة نهجا يرى في المسيحيين خطرا على الإسلام ولابد من محاربتهم وطردهم من ديار المسلمين. وفي مصر ذكر التقرير 167 حالة من عمليات الاضطهاد العنيفة ضد المسيحيين، بالإضافة إلى أكثر من 492 محاولة لإغلاق الكنائس أو المباني التابعة للمسيحيين. أما الدول العشر التي تعرض فيها المسيحيون إلى العنف أكثر من غيرها هي بالتسلسل: أفريقيا الوسطى، وسوريا، وباكستان، ومصر، والعراق، وبورما، ونيجيريا، وكولومبيا، واريتريا والسودان.