في سوق مليلية يترجل ويقتني الخضر واللحم كسائر المواطنين، فهو لا يحتاج إلى من يقوم بالمهمة بدلا عنه، والمنزل سرّح المخازنية الذين يخدمون عادة البيوت الفاسحة لعمال الأقاليم. احمد القادري البودشيشي، عامل إقليمبركان ونجل الشيخ حمزة البودشيشي، يُشهد له بكونه أحدث القطيعة مع بروتوكلات من سبقوه من العمال الذين نصبوا على رأس هذه المدينة. منذ سنة 2004، أصبح نجل الشيخ عاملا على الإقليم الذي يحتضن الزاوية البودشيشية، التي انتشر صيتها على الصعيد العالمي. يقول مقرب منه إن مكتبه يفتح في وجه المواطنين يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع، حيث يمكن للجميع القدوم إليه وطرح مشاكله بين يديه، ويؤكد أن المنصب الجديد لم يغير في ابن الزاوية من شيء. أحمد البودشيشي، المزداد سنة 1943، شغل مهمة خليفة في منطقة السعيدية، وبعدها أصبح قائدا بجماعة سيدي سليمان ثم باشا بمنطقة بركان، قبل أن يحصل على التقاعد لينادى عليه لشغل نصب عامل إقليمبركان. كونه بودشيشيا يحظى بتعاطف البعض ويتعرض لانتقادات من جهات أخرى، ولاسيما في منطقة تتميز بغليان على مستوى تنوع الزوايا وحضور لافت لجماعة العدل والإحسان، التي تختلف في كثير من الأشياء مع الزاوية البودشيشية ومرشدها ومريديها. يؤكد من التقتهم “المساء” ببركان أن العامل لا يساهم في إفساد الانتخابات التشريعية بدعم هذا أو ذاك، وهو ما يفسر بكون الزاوية تمنع مريديها من الترشح في الانتخابات بالمنطقة لكي لا تجد نفسها في موقف حرج. احترام عامل المنطقة لعب دورا مهما في تكريسه كونه نجل الشيخ، فالعائلات المتجذرة بالإقليم تعرف حق المعرفة الشيخ وعائلته. فالزاوية، حسب البعض، منحت نوعا من الهيبة لقرية مداغ التي أصبح يحج إليها الآلاف من المريدين كل سنة، وتم تسليط الأضواء على هذه المنطقة بفضل إشعاع الزاوية. سكان بركان يعتبرون الشيخ وليا صالحا يزورونه وسكان بركان يتوسمون خيرا في نجله. يتذكر أحد سكان المدينة أنه حين وفاة الحاجة للاطاوسة، والدة عامل بركان، لم تتوقف الحركة بقرية مداغ، حيث توجه عدد كبير من سكان بركان إلى هناك لتقديم التعازي إلى الشيخ والعامل، واستمر الوضع 40 يوما. الوطاسيون، حمداوة، لهبارة... زوايا وعائلات كبرى في منطقة بركان تكن احتراما كبيرا لابن الشيخ وللزاوية البودشيشية التي شهدت تجديدا برز على يد الشيخ حمزة القادري. استقطاب الطريقة لوجوه شابة دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان الشيخ يريد تغيير وصيته بأن يصبح العامل الحالي لبركان مرشدا للطريقة بعد الشيخ حمزة، ولاسيما بعد المرض الذي ألم بجمال الدين البودشيشي، شقيق العامل، الذي تخول له الوصية أن يخلف والده على رأس الزاوية البودشيشية.