ألقي القبض على المتهم وهو في حالة غير طبيعية، ووضع رهن تدابير الحراسة النظرية، بعدما تبين أنه موضوع مذكرة بحث بتهم الضرب والجرح والتحريض على الفساد، في انتظار إحالته على وكيل الملك لدى ابتدائية برشيد للنظر في تلك التهم إلى جانب تهمة السكر العلني. لكن في صبيحة اليوم الموالي، اكتشف المحققون أن بقعا من الدم تلطخ ملابس المشتبه فيه، وبعد محاصرته بالأسئلة اعترف بقتل خليلته خلال جلسة خمرية، انتقاما منها بعدما سرقت مبلغا ماليا يخصه، عندما كانا في رحلة إلى مدينة آزمور، وتوارت بعد ذلك عن الأنظار. خلال حملة تمشيطية كانت تقوم بها دورية تابعة لمصالح الأمن بمفوضية برشيد، تم توقيف الجاني وهو في حالة غير طبيعية، واقتيد إلى مخفر الشرطة، وبعد تنقيطه على الناظم الآلي تبين أنه موضوع مذكرة بحث في قضية تتعلق بالضرب والجرح والتحريض على الفساد، ثم أخضع للتدابير والإجراءات المعمول بها قبل أن يوضع رهن تدابير الحراسة النظرية، بعد استشارة النيابة العامة. وفي صبيحة اليوم الموالي، تم الاستماع إليه، فاعترف باستهلاك كمية كبيرة من مخدر الشيرا والأقراص المهلوسة. وخلال مجريات البحث التمهيدي، تبين للمحققين أن الملابس التي يرتديها المتهم ملطخة ببقع من الدم، وعند استفساره عن ذلك صرح بعدم علمه بمصدرها، وبعد محاصرته من طرف المحققين بمجموعة من الأسئلة، اعترف بأن بقع الدم التي توجد بملابسه هي من مصدر جريمة اقترفها في حق خليلته في غرفة مهجورة بغابة لوسيال جنوب مدينة برشيد. اعترافات الجاني عجلت بانتقال فرقة من الشرطة القضائية صوب المكان، حيث عثرت على جثة الهالكة ممددة على الأرض، وعاينت سكينا مغروسا في ظهرها بعمق، وبعد مسح مكان الجريمة وجمع المعطيات المتعلقة بها تم نقل جثة الضحية صوب المستشفى من أجل إخضاعها للتشريح الطبي. سرقة وانتقام البحث مع المشتبه فيه كشف أن هذا الأخير كانت تربطه بالضحية علاقة غير شرعية، وكانت بين الفينة والأخرى تأخذ منه النقود، وفي إحدى المرات استغلت غفلته وسرقت منه، رفقة إحدى صديقاتها، مبلغا ماليا قدره 3800 درهم كان بحوزته، لما سافرتا معه إلى مدينة آزمور، وبعد علمه بذلك ظل يبحث عنهما وقرر الانتقام من خليلته، إلى أن وجدها يوم الحادث، فاستدرجها رفقة صديقتها، واجتمعوا بغرفة مهجورة بغابة لوسيال بعيدا عن الأحياء السكنية، وبعد استهلاكهم المخدرات والأقراص المهلوسة، غادرت صديقة الضحية المكان، فاستغل المشتبه فيه الفرصة لممارسة الجنس على خليلته، قبل أن يفكر في التخلص منها بتوجيه طعنات قاتلة إليها بسكين انتقاما منها على صنيعها معه. استمع المحققون، أيضا، إلى شخصين كانا يجالسان الجاني قبل اقترافه الجريمة، واللذين تراجع المتهم عند الاستماع إليه عن إقحامهما في قضية القتل، حيث نفى أحدهما وجوده مع الجاني، مؤكدا أنه كان مساء يوم الحادث بإحدى مقاهي المدينة إلى غاية قدوم المعني بالأمر وهو في حالة غير طبيعية، في الوقت الذي أشار فيه الشخص الثاني إلى أنه كان مسافرا إلى مدينة اغبالو، وتم الاستماع كذلك إلى صديقة الضحية، التي أكدت أنها رافقت صديقتها والجاني إلى مدينة آزمور ومكثوا بها قرابة أسبوع، لكنها نفت واقعة السرقة التي صرح بها المشتبه فيه في حق الهالكة. 30 سنة وراء القضبان الاعترافات التي أدلى بها الجاني، في سائر مراحل البحث والتحقيق، باستهلاكه المخدرات والأقراص المهلوسة، وكذا بالعلاقة غير الشرعية التي كانت تجمعه بالضحية، واعترافاته الخاصة بطريقة قتله للهالكة باستعمال سكين، مع سبق الإصرار، خاصة بعدما سلبته المبلغ المالي المذكور، أكدتها معاينة عناصر الضابطة القضائية لمسرح الجريمة والتحريات التي قامت بها هناك، وتصريحات شهود النازلة، وكذا ما جاء به تقرير الطبيب الشرعي. أحيل المشتبه فيه من طرف الشرطة القضائية ببرشيد على الوكيل العام للملك لدى استئنافية سطات، والذي أحاله بدوره، بعد الاطلاع على ملف القضية، على قاضي التحقيق، الذي أحاله على غرفة الجنايات الابتدائية، وأمر بمتابعته بالقتل العمد مع سبق الإصرار واستهلاك المخدرات والفساد، وبعد تداول ملف القضية في عدة جلسات قررت هيئة المحكمة بالغرفة الجنائية الأولى باستئنافية سطات الحكم على المتهم بثلاثين سنة سجنا نافذا بعد إدانته بالمنسوب إليه.