استمع درك مولاي يعقوب لأكثر من 40 شخصا، في الأيام القليلة الماضية، ضمنهم 4 حراس لضيعة فلاحية، في إطار تحريات تجريها النيابة العامة بمحكمة الاستئناف لفك لغز جريمة قتل بشعة هزت دوار «الفقرة» بمنطقة «الوادين» بضواحي فاس، وذهبت ضحيتها طفلة تبلغ من العمر حوالي اثنتي عشرة سنة ونصف. وأحاطت النيابة العامة ملف التحريات في القضية بسرية تامة، وبررت المصادر هذا القرار بفظاعة الجريمة، والتسابق مع الوقت لمحاصرة المجرم الذي نجح في اختطاف الطفلة لعدة أيام، قبل أن يجهز عليها، ويتخلص من جثتها في واد غير ذي زرع. وتعود وقائع الحادث، طبقا لمصادر مقربة من العائلة، إلى يوم 29 دجنبر الماضي، حيث اختفت الطفلة خديجة صابر، عندما كانت تنتظر وسيلة نقل تقلها من الدوار حيث تقطن، في اتجاه الثانوية الإعدادية علال بن عبد الله بجماعة «حمرية»، وهي المؤسسة التي تتابع فيها دراستها في القسم الرابع من السنة الأولى إعدادي. وتبين من خلال التحريات أنها تعرضت لعملية «اختطاف» وقتل بشعة بعد مرور ما يقرب من أربعة أيام على اختفائها، تورد المصادر، بناء على ما تبين من خلال التشريح الطبي لجثة الطفلة، التي حظيت قضيتها بتعاطف كبير في أوساط المحامين بهيئة فاس، والذين أبدوا استعدادهم للترافع في القضية دفاعا عن الأطفال وحقهم في الحياة، في ظل تنامي الاعتداءات عليهم بالجهة. وعثر على الطفلة وهي تحمل 7 طعنات بالسلاح الأبيض، على مستوى القلب وجهة الظهر في واد بالمنطقة، بينما عثر على فردة حذائها ومنديل لها ومحفظة كانت تحملها في ضيعة مجاورة، دون أن تكون تعرضت لاعتداء جنسي، أو اغتصاب، حسب ما تضمنه التقرير الطبي الذي رصد حالتها، ما زاد من حيرة المحققين في القيادة الجهوية للدرك، والتي دخلت على خط التحقيقات التي تباشر في الملف بناء على تعليمات النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس. وأشار المصدر، الذي حكى ل»المساء» تفاصيل صادمة عن قصة هذه الطفلة، إلى أن الضحية تعرضت لمحاولة إحراق أجزاء من رأسها ووجهها. وأكد التقرير الطبي بأن عملية القتل جرت قبل حوالي36 ساعة، قبل أن يعثر طفل صغير ضل الطريق، وهو يتبع خطى أفراد من عائلته لجني الزيتون، على جثتها ويخبر والدته، قبل أن يهز الخبر ساكنة المنطقة. ولاحظت والدة الطفلة بأن الملابس الداخلية للضحية لم يطرأ عليها أي «تغيير»، بينما أوردت المصادر بأن المحققين عثروا في أظافر الضحية على آثار مقاومة للمعتدي، الذي يظهر أنه حاول إحراق الضحية دون أن ينجح في ذلك، وحاول التخلص لاحقا من الجثة في مكان مهجور لا يرتاده السكان بشكل كبير. وقال محمد أولاد عياد، رئيس المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن الجمعية نبهت، لأكثر من مرة، إلى الوضعية الخطيرة التي يعيشها الأطفال بالجهة، وتنامي حالات تعرضهم لاعتداءات، ضمنها حالات اغتصاب. ودعا أولاد عياد السلطات الأمنية إلى التحرك لفك لغز الجريمة، وقال إن الجمعية التي ينتمي إليها ملتزمة بمواكبة ملف هذه الطفلة، و»لن نسكت إلا بمعاقبة الجناة»، يختم هذا الحقوقي في اتصال ل»المساء» به.