تحدث حسن بنعبيشة، مدرب المنتخب المحلي، عن الاكراهات التي يواجهها المنتخب في سياق تحضيراته لخوض غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين جنوب القارة. وأوضح بنعبيشة أن معضلة التأخر في السفر وعدم خوض مباراة ودية مع منتخب إفريقي مشارك في المسابقة انضافا إلى التأخير في انطلاق التحضيرات وقصر مدتها، مشددا على كونه سيعمل على تجاوز هذه الاكراهات لتحقيق المبتغى. بنعبيشة تحدث في حواره مع «المساء» عن المباراة حالة شاكير وإمكانية تعويضه باللاعب الحافيظي ومواضيع أخرى تكتشفونها في الحوار التالي: - بداية، ما التغييرات التي طرأت على برنامج استعداد المنتخب المحلي؟ للأسف الظروف لا تعمل في صالحنا بعدما كنا نمني النفس بالسفر بشكل مبكر حتى يتسنى لنا الاستئناس بالأجواء في جنوب إفريقيا، وكذا حتى نتمكن من خوض مباراة ودية مع أحد المنتخبات المشاركة في المسابقة لتكون معيارا حقيقيا لقياس مدى جاهزيتنا وإعطائنا فكرة عن مستوى التجانس الذي بلغته المجموعة، لكنني لن نسافر حتى عشية الثلاثاء ووصولنا إلى جنوب إفريقيا لن يكون إلا مساء يوم الخميس، وهو ما سيجعل الوقت أمامنا ضيقا، الشيء الذي صعب من مأموريتنا بعدما انضاف هذا الإكراه إلى قصر مدة التحضير بسبب التأخر في انطلاق الاستعدادات. - وكيف ستتعاملون مع هذا المستجد؟ لقد برمجنا معسكرا إعداديا قصيرا بالمركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة، ضواحي سلا، يمتد ليومين بداية من الاثنين ستتخلله مباراة ودية إما أمام فريق اتحاد تمارة أو الرشاد البرنوصي حتى نمنح لاعبينا فرصة الاحتكاك أكثر لهضم النهج التكتيكي الذي سنخوض به المباريات، وحتى يستأنس اللاعبون فيما بينهم على مستوى رقعة الملعب بحثا عن الانسجام المطلوب والجاهزية المنشودة. - بالإضافة إلى هذا الإكراه، الشاكير مهدد بالغياب بسبب مرض والده؟ بالفعل، اللاعب طلب إعفاءه من المشاركة رفقة المنتخب بحكم المرض الذي ألم بوالده وأدخله المستشفى، وقد منحناه حتى اليوم السبت ليعطينا قراره النهائي إما بالسفر معنا إن كان قادرا وجاهزا من الناحية النفسية على التوقيع على مشاركة جيدة أو البقاء في المغرب في حالة ما لم يستطع التركيز على المباريات التي سنخوضها. - (مقاطعا) وفي حالة ما إذا اعتذر، ما هي الخطوة التي ستقدم عليها؟ سنقوم بتعويضه باللاعب عبد الإله الحافيظي، غير أن العملية ليست بالسهولة المنتظرة بحكم أن اللاعب شاكير يجب عليه أن يدلي بوثائق وحجج دامغة لإرسالها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدما أرسلنا اللائحة النهائية التي لم تضم اسم الحافيظي حتى نتمكن من إضافته، وإذا ما استعصى علينا الأمر فسنكون مضطرين إلى السفر صوب جنوب إفريقيا ب 22 لاعبا فقط. - بعيدا عن هذا الإكراه، ما هي طموحات المنتخب المحلي؟ نضع نصب أعيننا بلوغ محطة نصف النهائي وهو مبتغى سنعمل على تحقيقه رغم الاكراهات التي تصادفنا كمشاكل السفر وقلة مدة التحضير، مشاركة لاعبي الرجاء الرياضي ولاعب شباب الريف الحسيمي عبد الصمد لمباركي خلال المعسكر الإعدادي الأول لم تكون ممكنة بحكم أن جامعة الكرة كانت مطالبة ببرمجة مباراة الرجاء والحسيمة حتى تقلص عدد المباريات المؤجلة بداعي آن البطولة يجب أن تختتم قبل 15 ماي المقبل. - وكيف ترى هذه البطولة القارية؟ المنتخب المحلي بوابة اللاعبين المحليين للاحتراف في الخارج وليس العكس، أعتقد أن هذه البطولة القارية ستكون فرصة لمجموعة من اللاعبين لإبراز مؤهلاتهم بهدف إثارة انتباه فرق أخرى أجنبية قصد التعاقد معهم، شريطة الحرص على الانصهار في نسق جماعي وفق التكتيك الذي من المنتظر أن نعتمد عليه. - وماذا عن حظوظ المنتخب قياسا مع الإكراهات التي واجهها؟ حظوظ المنتخب الوطني وافرة، نحترم المنافسين ولا نستصغر أي خصم كيفما كانت هويته ( حتا هذا راه المغرب) والصورة الجيدة التي ظهر بها فريق الرجاء البيضاوي في مونديال الأندية بعثت إشارة قوية مفادها أن اللاعب المحلي له قيمته ويستحق أن يحظى بالكثير من العناية والاهتمام. - سنعود معك إلى اللائحة، ما هي المعايير التي اعتمدتها؟ ركزت على أربع أندية بحكم تصدرها للدوري المغربي وضمها لأبرز اللاعبين، وما يثلج الصدر أن العناصر التي وجهت لها الدعوة خاضت مباراتين في ظرف لا يتجاوز عشرة أيام في الدوري المحلي ولم تتعرض ولله الحمد لأية إصابة قد تعكر صفونا لا تهمنا هوية المنتخبات التي ستواجهها، بقدر ما نحرص على الإعدادي الجسد والتحضير بالشكل الذي يخول لنا تحقيق الأهداف المرجوة ألا وهي الوصول على الأقل إلى المربع الذهبي. - كيف تقرأ المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب؟ كرة القدم الحديثة لم تعد تؤمن بمنتخبات قوية وأخرى ضعيفة، فضلا عن كوننا لا يتوجب علينا استصغار المنافسين ويفترض أن نتحلى بالحد الأقصى من الواقعية، منتخبات بوركينافاسو وزيمبابوي وأوغندا منتخبات قوية، وكل منتخب ضمن التأهل إلا ويستحق أن يضرب له ألف حساب، هذه المنتخبات لا تتوفر على عدد كبير من اللاعبين المحترفين ومنتخباتهم الأولى تتكون من اللاعبين ذاتهم، وهو معطى يتوجب علينا وضعه في الحسبان ليس تنقيصا من قيمة لاعبينا وإنما لإعطاء المنافس ما يستحق وحتى نتخذ جميع الاحتياطات الممكنة.