وجه محمد بحراوي بن أحمد، الساكن بحي التقدم بدوار المساكين بالعيون الشرقية، شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتاوريرت، ضد مسؤولي المستشفى الإقليمي بتاوريرت، يطلب فيها فتح بحث لتحديد المسؤوليات المترتبة عن خطإ طبي أفضى إلى بتر يد زوجته والتسبب لها في عاهة مستديمة وتقديم المتسببين فيه إلى العدالة. وجاء في شكاية بحراوي أن زوجته خضعت، منتصف الشهر الماضي، لعملية جراحية بمستشفى تاوريرت الإقليمي لإزالة «الفتق»، وهي عملية بسيطة كللت بالنجاح، غير أن حقنة وضعت في غير محلها على مستوى اليد اليمنى تسببت في شللها ولم تعالج في وقتها المناسب، وتم نقل المريضة إلى المركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة بعد فوات الأوان مما استدعى بتر يدها. وأشارت الشكاية إلى أن الطاقم الطبي بمستشفى الفارابي بوجدة أكد لأسرة الزوجة أنه كان بالإمكان إنقاذ الوضع، لو تمت إحالة المريضة على المستشفى خلال الست ساعات التي تلت وقوع المشكل، مما يؤكد تقصير القائمين على مستشفى تاوريرت في التعامل مع هذه الحالة، حسب تعبير الشكاية. وتعود تفاصيل هذا الحادث المأساوي إلى منتصف دجنبر الماضي، عندما دخلت أمينة. ح. إلى مستشفى تاوريرت لإجراء عملية جراحية بسيطة على الفتق، كللت بالنجاح وهو ما عاينه أفراد عائلتها عند زيارتهم لها في اليوم الموالي للعملية، غير أن حقن الضحية بحقنة في يدها اليمنى في نفس الليلة أدى إلى تورمها وشللها، حيث باتت المريضة تصرخ وتستنجد طلبا للمساعدة بعد إحساسها بألم حاد في يدها اليمنى، لكن دون جدوى. بتر اليد اليمنى اعتبرته المريضة وأسرتها نتيجة خطإ طبي ارتكبته ممرضة بمستشفى تاوريرت، حسب تصريحات الزوجة، عندما حقنت اليد اليمنى للمريضة بإبرة أنبوب المصل بشكل غير صحيح، وهو ما تسبب لها في شلل وآلام، اضطر معه أطباء مستشفى الفارابي لبتر يدها بعد أن مرّ على الحادث أكثر من 48 ساعة واستفحلت حالتها الصحية. الضحية تشتغل في صناعة الحصير، وتعيل ثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 10 سنوات وأوسطهم 7 سنوات وأصغرهم سنتين ونصف. من جهته، أكد سعيد الإدريسي، مندوب وزارة الصحة بتاوريرت، أن القضية موضوع البحث بقسم المنازعات، وأن البحث الأولي لم يبرز أي سبب يتعلق بمسؤولية بشرية أو تقصير في الواجب، وأنه يتم تتبع الإجراءات الضرورية والمطلوبة في هذه الحالة، كما أوضح للأسرة خلال استقباله لها. وأشار إلى أن الأسباب ما زالت، علميا، غامضة حيث خضعت المريضة لفحوصات من طرفه ومن طرف الطبيب الجراح والمعالج والطبيب المخدر دون أن يتبين لهم السبب نتيجة توقف الدم عن الجريان، «بعد الفحص تبين أن هناك انسداد شريان في اليد تزامن مع العملية دون معرفة السبب ولا أحد لديه الجواب الآن، كما لا يمكن الجزم بأي شيء».