اعتقلت عناصر الشرطة بحي المصلى بمنطقة بندباب بمدينة فاس، صباح أول أمس السبت، سائقا لسيارة أجرة ينتمي إلى النقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل. وقالت المصادر إن النقابي «ن.ن» متهم ب»النقل السري»، و»الاعتداء» على رجل شرطة أثناء مزاولة مهامه. فيما نفى مسؤول نقابي هذه التهمة، موردا بأن نقابة سيارات الأجرة تعتبر بأن الغرض من هذا الاعتقال هو «إخراس» أصوات سائقي سيارات الأجرة بمدينة فاس. وكانت دورية للأمن، في إطار حملة تقودها السلطات المحلية ضد «النقل السري» و»الراكولاج»، قد أوقفت النقابي المعتقل، وطلبت منه مد رجال الشرطة بوثائق سيارة الأجرة التي كان يسوقها، متهمة إياه بارتكاب مخالفة «الراكولاج» والذي يعمد بموجبه بعض أصحاب السيارات إلى نقل الركاب من وإلى نقط ثابتة أغلبها تربط بين الأحياء الشعبية، ووسط المدينة، بخلاف ما ينص عليه القانون المنظم لسيارات الأجرة الصغيرة. وقالت مصادر نقابية إن السائق رفض سياقة سيارته بعدما سحبت منه الدورية وثائق السياقة، ما دفع رجال الشرطة إلى إرغامه على امتطاء سيارة الدورية الأمنية. واتهمت المصادر ذاتها رجال الشرطة ب»تعنيف» النقابي، فيما نفت مصادر أمنية هذه التهمة وقالت إن السائق عمد إلى الاعتداء على رجل شرطة، وتمزيق زيه، أثناء التدخل لتحرير مخالفة في حقه. وذكرت المصادر بأن النقابي المعتقل سبق لرجال الشرطة أن اعتقلوه أثناء تدخل لفض احتجاج لسائقي سيارات الأجرة في أبريل الماضي، وتقرر لاحقا متابعته في حالة سراح، رفقة سائقين آخرين، ما يعني بالنسبة للنقابيين بأن زميلهم «مرصود» بعد احتجاجات سابقة لأصحاب السيارات. وتشن السلطات في الآونة الأخيرة حملة على «النقل السري» بمختلف أحياء المدينة. وتقول المصادر إن هذه الحملة ترمي إلى إعادة هيكلة قطاع النقل العمومي بالعاصمة العلمية، والذي يعيش حالة تسيب وفوضى، بسبب الارتجالية وغض الطرف، ما أدى إلى تراكم مظاهر «انحراف» كبيرة في تدبير القطاع، أهمها «النقل السري» و»الراكولاج»، تحتاج معالجتها إلى جرأة زائدة من قبل المكلفين بتنظيمه.