اعتقلت مصالح الأمن بمراكش أربعة سائقين لسيارات الأجرة «طاكسيات» بعد «منعهم لسيارة، تابعة للنقل السياحي كانت تقل سائحة أمريكية، من التحرك» من أمام فندق «المامونية» الشهير بمراكش يوم الأربعاء الماضي. وحسب معلومات أولية حصلت عليها «المساء»، فإن السائقين الأربعة، الذين كانوا يرابطون بالقرب من فندق «المامونية»، توجهوا صوب سائق سيارة النقل السياحي «فوتشير»، واحتجوا على نقله للسائحة الأمريكية، التي رجحت مصادر نقابية أن تكون زوجة سيناتور أمريكي معروف بالولايات المتحدةالأمريكية، بدعوى «عدم قانونية» ذلك. وهو الاحتجاج الذي جعل السائحة الأمريكية تصاب ب«نوبة عصبية»، بعد اعتقادها أن تدخل السائقين الأربعة هو عملية اعتداء وسطو تتعرض لها بالمدينة الحمراء، مما جعلها تصرخ في وجوه السائقين الذين يعملون في صنفي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة. هذا الحدث جعل رجال الأمن المرابطين بالقرب من الفندق يتدخلون بسرعة من أجل تسوية الوضع. وأوضحت المصادر ذاتها، في اتصال أجرته معها «المساء»، أن رجال الأمن سحبوا رخص السياقة من المحتجين الأربعة، على أساس العودة في اليوم الموالي (الخميس) إلى ولاية الأمن لتسلمها، الأمر الذي دفعهم إلى الاحتجاج بمقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز على هذه الخطوة، لكن دون أن يجدي ذلك نفعا، ليعودوا في اليوم الموالي من أجل تسلم أوراقهم الخاصة، لكن الأصفاد كانت في انتظارهم، حيث تم اعتقالهم بولاية الأمن قبل أن يتم التحقيق معهم من قبل الشرطة القضائية في الموضوع، وهو الإجراء الذي اعتبرته المصادر ذاتها تطبيقا لأوامر عليا صدرت قبل يوم من اعتقالهم من طرف جهات لم تحددها. ويتابع المعتقلون الأربعة، وبينهم ممثل نقابي، بتهم تتعلق بالاعتداء على سائق أثناء مزاولته لعمله، وعدم تقديم المساعدة إلى شخص في حالة خطيرة، تتمثل في «الحالة الصحية التي كان عليها السائق إثر الاعتداء عليه»، وذلك بدعوى عدم قانونية حمل سائقي سيارات النقل السياحي للسياح من الفنادق. وعلمت «المساء» بأن اجتماعا انعقد يوم الجمعة، جمع أربع نقابات -متمثلة في أرباب وسائقي سيارات الأجرة الصغيرة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وأرباب سائقي سيارات الأجرة الكبيرة بالنقابة نفسها، ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد العام للشغالين صنف سيارات الأجرة الصغيرة- انتهى بتقرير تنظيم وقفة احتجاجية اليوم الاثنين من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الواحدة بعد الزوال، وأخرى يوم الجمعة في التوقيت نفسه، إضافة إلى خوض اعتصام أمام المحكمة الابتدائية التي سيمثل السائقون الأربعة أمام هيئتها. وقد ذهبت النقابات، خلال الاجتماع، إلى أن هذا الحادث خطوة من سلسلة خطوات تستهدف السائق من قبل جهات، لم تسمّها وإنما اكتفت بالإشارة إليها. وقررت تشكيل لجنة دعم للمعتقلين وأسرهم، وذلك بتوكيل محامين للترافع في الملف، وكذا التكفل بمصاريف أسر السائقين الأربعة طيلة مدة الاعتقال.