تعقد في شهر يناير القادم الدورة ال20 للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي التي يترأسها المغرب، والتي عملت طوال فترة ترؤسها على مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة، وطمس معالمها التاريخية والروحية والدينية، وهو نهج عنصري سيكون مدخلا لتأجيج الصراع الديني ويهدم كل دعوات التعايش المشترك. وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية مؤخرا، أنه تم الاتفاق على عقد الدورة العشرين للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، يومي 9 و10 يناير القادم في المملكة المغربية على مستوى وزراء الخارجية. وأشارت وزارة الخارجية إلى عقد لقاء تشاوري بين وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، خلال الدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت مؤخرا في كوناكري بغينيا، حيث قامت وزارة الخارجية المغربية بناء على ذلك بتوجيه رسائل دعوة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء للمشاركة في أعمال هذه الدورة. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس تطرق في التقرير الذي يستعرض الإنجازات التي حققتها لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، إلى اتصالاته مع رؤساء الدول والأطراف المعنية حول قضية القدس الشريف، وتشاوره المنتظم مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وأعضاء لجنة القدس الشريف، وذلك لمواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة وطمس معالمها التاريخية والروحية والبشرية. ووفقا للتقرير، فإن هذه الجهود لم تقتصر على التحركات الدبلوماسية للعاهل المغربي في مخاطبة قادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن كلما دعت الضرورة والظروف إلى ذلك، بل شملت توجيه رسائل إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة باعتباره المؤتمن على تنفيذ القرارات الأممية واحترام الشرعية الدولية، وأيضا إلى رئيس الاتحاد الأوروبي بالنظر للدور الفاعل الذي يقوم به الاتحاد داخل الرباعية الدولية، فضلا عن بابا الفاتيكان لما له من مكانة روحية واهتمام بالسلام، وكذا حرصه على المقدسات المسيحية بالقدس وعلى التعايش بين مختلف الأديان. وينوه التقرير بمخاطبة العاهل المغربي للمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) من أجل حثه على إيجاد أفضل السبل لتنفيذ قرارات المنظمة بشأن رعاية الموروث الإنساني والحضاري العالمي المتمثل في مدينة القدس، وحماية الوضع التعليمي والسكاني والثقافي بها. ونوه تقرير العاهل المغربي، رئيس لجنة القدس، بالرسالة التي بعث بها إلى المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي عقد في 26 فبراير 2012 بالدوحة، التي حث فيها على بلورة استراتيجية شاملة في إطار من التناسق والتكامل بين العمل العربي والإسلامي المشترك، وذلك بتعبئة كل الوسائل والإمكانيات والقدرات من أجل الدفاع عن هذه المدينة السليبة. ويذهب مراقبون إلى أن المغرب من خلال ترؤسه للجنة القدس عمل على الوقوف ضد مخططات الاحتلال الرامية إلى طمس معالم المدينة الإسلامية، داعية إلى المحافظة على تنوعها الثقافي والسكاني، مبينة أن القدس لا يمكن أن تكون مصدرا لأي صراع قائم على أسس دينية باعتبارها مدينة ترمز إلى السلام والتعايش.