كشف تقرير لوكالة بيت مال القدس الشريف أن حجم المشاريع التي نفذتها الوكالة في مدينة القدس الشريف، خلال الفترة الممتدة ما بين 2008 و2012، بلغت 28 مليونا و94 ألفا و862 دولارا. وأوضح التقرير، الذي قدمته لجنة القدس، التي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال أشغال القمة الإسلامية العادية في دورتها 12 المنعقدة حاليا بالقاهرة، أن هذه الاعتمادات توزعت على قطاعات التعليم (23 في المائة)، والإسكان والترميم وشراء العقارات (11 في المائة)، والصحة (15 في المائة)، والأعمال الاجتماعية والرياضة والثقافة (50 في المائة)، مضيفا أن المشاريع المنجزة تتعلق، بالخصوص، بتأهيل مساكن الفقراء والمهمشين ببيت المقدس وتجهيز وبناء المدارس وتوفير المنح للطلبة واقتناء سيارات إسعاف وتجهيز وترميم وبناء مراكز اجتماعية وثقافية وترميم المساجد. ورصد التقرير الاتصالات والجهود المتواصلة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مع رؤساء الدول والأطراف المعنية بهذه القضية ومشاوراته المنتظمة مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وأعضاء لجنة القدس الشريف لمواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمدينة المقدسة وطمس معالمها التاريخية والروحية والبشرية. وأكد التقرير أن هذه الجهود لم تقتصر على التحركات الدبلوماسية لجلالة الملك ومساعيه لدى قادة الدول العظمى والدول العضو في مجلس الأمن الدولي كلما دعت الضرورة إلى ذلك٬ بل شملت تكثيف الاتصالات مع كل من الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، باعتباره المؤتمن على تنفيذ القرارات الأممية واحترام الشرعية الدولية ورئيس الاتحاد الأوروبي، بالنظر للدور الفاعل الذي يقوم به الاتحاد داخل الرباعية الدولية، فضلا عن بابا الفاتيكان لما له من مكانة روحية واهتمام بالسلام، وكذا حرصه على المقدسات المسيحية بالقدس وعلى التعايش بين مختلف الأديان. وذكر، في هذا الصدد، بمخاطبة جلالة الملك، للمدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بهدف حثه على إيجاد أفضل السبل لتنفيذ قرارات المنظمة بشأن رعاية الموروث الإنساني والحضاري العالمي المتمثل في مدينة القدس وحماية الوضع التعليمي والسكاني والثقافي بها. وأشار إلى أن صاحب الجلالة ما فتئ ينبه إلى خطورة مواصلة إسرائيل لتنفيذ مخططاتها وما لذلك من آثار وخيمة على أسس السلام وما قد يصاحب ذلك من ردود أفعال في العالمين العربي والإسلامي٬ ويدعو إلى بلورة استراتيجية شاملة في إطار من التناسق والتكامل بين العمل العربي والإسلامي المشترك من خلال تعبئة كل الوسائل والإمكانات والقدرات من أجل الدفاع عن هذه المدينة السليبة. وسجل التقرير، أيضا، أن صاحب الجلالة دعا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن٬ إلى أن تقوم ببذل مساع لدى الحكومة الإسرائيلية لحملها على وقف جميع الممارسات المنافية للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة، محذرا من أن المخطط التوسعي الإسرائيلي سيزيد من حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن التكهن بنتائجها في ظل الأوضاع العامة التي تعيشها المنطقة برمتها مما سيفضي لا محالة إلى تقويض كل فرص السلام في المنطقة. وخلص التقرير إلى أنه بالموازاة مع المواقف الثابتة لنصرة الحق الفلسطيني والمساعي الدبلوماسية الحثيثة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ تواصل وكالة بيت مال القدس الشريف٬ الذراع الميداني والعملي للجنة القدس٬ بإشراف مباشر من جلالة الملك٬ إنجاز مشاريع ومنشآت سكنية واجتماعية وتربوية٬ للإسهام في تحسين أحوال عيش المقدسيين ودعم صمودهم والحفاظ على المعالم الحضارية والروحية لهذه المدينة السليبة.