استنفرت جميع المصالح الأمنية بالدارالبيضاء عناصرها بعد علمهم بزيارة خاصة سيقوم بها الملك محمد السادس للدارالبيضاء، وهي الزيارة التي تعتبر الأولى بعد الخطاب الذي ألقاه خلال افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، أخيرا، والذي لم يتردد فيه في توجيه رسائل ذات حمولات صارمة في حق مدبري الشأن المحلي للعاصمة الاقتصادية، بعد أن نعتها بمدينة البؤس والأكواخ، والمال والأبراج وغيرها من الأوصاف، منتقدا الأوضاع الاجتماعية والجمالية التي تعيشها المدينة العملاقة. وعززت الدارالبيضاء بعدد كبير من العناصر الأمنية التي قدمت من مدن مختلفة لتأمين زيارة الملك للمدينة، والتي من المنتظر أن لا تتجاوز الأسبوع. وتلقى ولاة الأمن ورؤساء المناطق الأمنية تعليمات برفع درجات اليقظة والحذر وتكثيف الحملات التمشيطية بعدد من النقط السوداء، كما تلقت عناصر الأمن التابعة لشرطة المرور والشرطة القضائية تعليمات ولائية جديدة بنصب «باراجات» بمداخل مدينة الدار البيضاء، وشددت التعليمات على التحقق من هوية الوافدين على العاصمة الاقتصادية، وأوراق سيارات المشتبه بهم، كما زودت عناصر الأمن المكلفة بنصب «الباراجات» بأرقام سيارات سرقت، خلال الشهر الماضي بالدار البيضاء. وحركت الزيارة المرتقبة للملك للدارالبيضاء المسؤولين عن الشأن المحلي للمدينة إذ أعطيت تعليمات بضرورة تنظيف الشوارع والعناية بعدد من الأماكن التي تضم مساحات خضراء. وسيطر خبر الزيارة الملكية على تجمعات مسؤولي المدينة، المجمعين على أن مدينتهم ضحية تسيير بالدرجة الأولى، وأن غناها المالي هو سبب محنتها وتكالب الانتهازيين على نهبه. ويعيش البيضاويون حالة ترقب كبير، ممزوج بانتشاء لأن ملك البلاد خصص لها في خطابه عند افتتاح البرلمان نصيب الأسد، وهو ما يرى فيه كثير من البيضاويين بارقة أمل لتوضع «كازا» على سكة المتروبولات العالمية الكبيرة.