تزامنا مع الذكرى الأولى ل"فاجعة لانزاروتي"، التي ابتلع فيها البحر سبعة من أبناء سيدي إفني كانوا ينوون الهجرة إلى الضفة الأخرى على متن قارب خشبي قبل أن تدهسهم البحرية الإسبانية ويظل مصير العديد منهم مجهولا إلى حدود اليوم، احتجت عائلات ضحايا "لانزاروتي" أمام مقر البرلمان بالرباط، للمطالبة بضرورة الكشف عن مصير أبنائهم، والكشف في الآن نفسه عن مصير التحقيق الذي قالت المصالح لمعنية إنها فتحته منذ الإعلان عن الفاجعة. وكان عدد من النشطاء بسيدي إفني، قد حملوا منذ مارس الماضي مسؤولية غرق سبعة من أبناء المدينة للدولة الإسباتية، مطالبين باعتذار رسمي من قبلها، كما طالبوا بتعويض أهالي الضحايا، وفتح تحقيق نزيه في الحادث المأساوي، ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة المتعمدة، خاصة بعد نشر شريط فيديو من قناة "كادينا سير" يَظهر فيه كيف دهس ربان خفر السواحل الإسباني قارب مهاجري الكرامة البعمرانيين ببرودة دم قصد إغراقهم وبنية القتل العمد، وبعد استيقاظ الدبلوماسية المغربية من سباتها العميق وطفو سلسلة من المستجدات على السطح. يذكر أنه في الحادي عشر من شهر مارس الجاري، فجرت القنوات الاسبانية فضيحة كبرى ببثها فيديو يكشف صدم قوات خفر السواحل قارب الهجرة السرية بسيدي إفني بشكل مباشر، كما عمدت قناة "الجزيرة" في اليوم نفسه إلى تخصيص حيز من نشرتها المغاربية (الحصاد المغاربي) لهذا الشريط. في حين التزمت وسائل الإعلام العمومية الصمت المطبق، وهو ما خلف استياء كبيرا لدى عموم المواطنين وسكان المدينة، الذين واكبوا الحادث عبر الإعلام الأجنبي والصحافة الورقية المستقلة والمواقع الإلكترونية الإخبارية.