على هامش اللقاء الذي خصصته جامعة الحسن الثاني المحمدية - الدار البيضاء يوم 11 دجنبر 2013 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك حول موضوع «الثقافة والتنمية»، نظم لقاء صحفي تمهيدي حول المشاركة المقبلة للفعاليات الثقافية والفنية المغربية بمعهد العالم العربي بباريس يوم 22 شتنبر 2014. وقد حضر هذا اللقاء مليم العروسي وعدد من الإعلاميين المغاربة، إضافة إلى وزير الثقافة الفرنسي السابق ومدير معهد العالم العربي حاليا، جاك لانغ، الذي استهل مداخلته بالحديث عن نوعية مشاركة المغرب بفرنسا وعن الأماكن والفضاءات المخصصة له للتعريف بمنتجاته الثقافية والفنية والإبداعية والفكرية المعاصرة. وأضاف لانغ بأن تدشين هذا الحدث سيوازي نشاطا آخر بمتحف اللوفر حول مغرب الأمس والمغرب المعاصر لأجل مد الجسور بينهما، موضحا بأن أهمية وأصالة الفن المغربي تكمن في ارتباطه بتاريخه، وبأن هذه المناسبة ستكشف عن هذا الارتباط فنيا في الماضي والحاضر والمستقبل، ومشيرا إلى أن الاستعدادات لتنظيم هذه التظاهرة أسندت إلى شخصية معروفة ملمة بالفن المغربي هو جون أوبير مارتان، الذي يشغل حاليا منصب المحافظ بمتحف اللوفر بباريس، الذي نظم سابقا أكبر تظاهرة بعنوان «سحرة الأرض «les magiciens de la terre»، باعتبارها أول بادرة تم فيها الاهتمام بفن الجنوب، حيث اعتبر هذا الفعل الفني ثوريا في وقته. ولهذا السبب، يضيف جاك لانغ، تشكلت لجنة ثلاثية مكونة من جون أوبير مارتان، مليم العروسي ومحمد المطالسي، للإشراف على البحث والانتقاء فيما يمكن أن يستجيب للمقاييس والمعايير المشرفة التي يجب أن تمثل الواجهة الفنية والثقافية للمغرب بكل مناطقه، وإبراز معالمه المشرقة، كمغرب لألف لون ولون. كما أكد جاك لانغ على أن المؤسسة المغربية تدعو إلى الحفاظ على الموروث الروحي العربي الإفريقي البربري والعبري، باعتباره مفيدا. ولهذا، يقول جاك لانغ، سوف تنظم مسابقة لفائدة الشباب المغربي في مختلف الأجناس الفنية، منها الصباغة والنحت وفن الفيديو، حول موضوع التنوع الثقافي. أما عن اختيار المغرب من بين الدول الأخرى للسنة المقبلة، فأجاب جاك لانغ بأن الاختيارات لا تكون دائما عقلانية، بل تكون عاطفية وتخضع في بعض الأحيان للتوافق، وبأن المغرب، الذي يحبه، يعتبر اليوم من بين الدول العربية الأكثر إبداعا، إضافة كذلك إلى وجود الجالية المغربية بفرنسا. ولهذا، يوضح لانغ، لم تكن هناك نيات خفية أو مبيتة حول هذا الاختيار. وعن سؤال ل«المساء» حول المقاييس التي سوف يعتمد عليها في انتقاء التجارب المناسبة لتمثيل المغرب، أجاب لانغ بأن هذه التظاهرة ليس له حق التقرير فيها، وأن هناك لجنة مكلفة بهذا الشأن، مكونة من الثلاثي الذي ذكره سالفا، وأنه فكر في بعض الفنانين الذين التقى بهم في أمسية افتتاح معرض الفنان فريد بلكاهية، الذي جاء خصيصا لأجله من باريس، استجابة لدعوته باعتباره من أهم الفنانين الذين عرفهم تاريخ التشكيل المغربي، ولا يمكن له أن يبدي رأيه ما دام ذلك خارج عن نطاق مهامه. أما فيما يخص سير أشغال معهد العالم العربي فقال لانغ إن الاتفاق الذي توصلت إليه فرنسا هو توحيد الرئاسة بهذه المؤسسة بعدما كانت تعرف تعددا للمسؤوليات بها، ثم إعادة صياغة الهيكلة في التسيير المالي لتفادي التبذير الذي طال المعهد فيما قبل، جراء القروض التي أثقلت ميزانيته، والذي سيحصل على توازنه في غضون سنة 2014. وأضاف بأنه يحمل أفكارا لتحقيق هذا التوازن، وأن سنة 2013 كانت بداية موفقة لهذا المعهد، وأن ذلك سوف يمكنه من الاهتمام بعدد من الدول الأخرى دون أن ينتظر الدعم، مشيرا إلى تنظيمه في 22 أبريل المقبل تظاهرة حول موضوعة «الحج»، بمشاركة مكتبة الملك عبد العزيز بميزانية مشتركة متوازنة مع ضمان جودة علمية وثقافية، وإلى تظاهرة أخرى في بداية أبريل موضوعها «قطار الشرق السريع orient express»، الذي لا يتعلق، كما يقول، بالقاطرات التي تدعو إلى الحلم، بل برحلة تاريخية- جغرافية عبر الإمبراطوريات القديمة من خلال السينما والأدب، مشيرا إلى أنه استطاع توفير دعم لهذه التظاهرة من قبل شركة السكك الحديدية الفرنسية. ويضيف جاك لانغ بأن هناك أملا لخلق دينامية بدأت ملامحها في التشكل، من خلال مبادرة الجمهور وحضوره كل الأنشطة الخاصة بمعهد العالم العربي من لقاءات وندوات وأمسيات موسيقية وغيرها.