على هامش الندوة التي قدّمها صباح أمس الأربعاء، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك بالدار البيضاء، عقد مدير المعهد العربي بباريس، الاشتراكي جاكْ لانغْ لقاء إعلاميا مع عدد من الصحافيين، تمحور حول الفعاليات الثقافية والفنية المغربية التي سينظمها المعهد. وقد أعلن وزير الثقافة السابق، بأنّ هذه الفعاليات مهداة إلى المغرب باعتبارها بلدا حيّا ومفتوحا ومتعددا. ومن ثمّ، فإنّ معهد العالم العربي، بتنسيق مع عدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين، سيفتتح يوم 22 شتنبر 2014 هذه الأنشطة التي من المنتظر أن تمتدّ 3 أشهر، والتي سيكون شعارها هو «المغرب الوسيط». وهكذا، ستدور كل المساهمات حول تلك الجسور الغنية والمثمرة التي تُنسج بين المغرب خلال العصور الوسطى، والمغرب المعاصر. وقد تركت الأسئلة التي طرحها الإعلاميون حول طبيعة العلاقات والتقاطعات التي توجد بين مختلف الفنون المغربية قديما وحديثا. والفنّ هنا، كما تبيّن من خلال النقاش، لا يهمّ فقط التعبير العالِم، بقدر ما يمتدّ إلى مختلف التعبيرات الشعبية التي تتجسّد في المعمار والزرابي وأشكال البناء والرقص والوشم واللباس الخ. من هنا خلص النقاش إلى أن للفنّ المغربي تاريخا عريقا وامتدادا معاصرا. ولم يفتْ جاك لانغْ أن يشير إلى استناد المشروع إلى التوطئة التي جاءت في الدستور المغربيّ الجديد، والتي تنص على التعدد والانفتاح الثقافيين. كما ستعرف هذه الفعاليات تنظيم مسابقة لفائدة الشباب المغري حول موضوع «التعدد الثقافي»، باعتبارها رسالة موجّهة إلى داخل المغرب وخارجه. وقد اعترف جاكْ لانغ، خلال هذه اللقاء الصحافي، بأن هناك دافعا عاطفيا وشخصيا، باعتبارها محبّا للمغرب، هو الذي حفّزه على بدء هذه الأنشطة بالمغرب، قبل الدافع الموضوعيّ المتصل بكوْن المغرب هو من أكثر البلدان إبداعا وخلقا وتنوعا وانفتاحا. وعن سؤال لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» حول تمويل هذه المشروع الثقافي الهام، خصوصا وأنّ جاك لانغْ تحمّل مسؤولية هذه المؤسسة الهامة وهي تعرف صعوبات مادية وتدبيريّة كبيرة، وفي فترة يشهد فيها العالم العربي تغييرات كبيرة، أجاب لانغْ بأنّه منذ تحمّله مسؤولية معهد العالم العربي قام بخطوات هامة أبرزها العودة لنظام الرئاسة الواحدة بعد أن كان المعهد يحظى منذ 2009 برئاستين، فضلا عن إعطاء المعهد دفعة جديدة، والعمل على خلق جوّ من الثقة والأمل والتعاون. وتجدر الإشارة إلى أنه يعمل بمعهد العالم العربي 140 موظفا، وتبلغ ميزانيته السنوية 24 مليون يورو تمنح فرنسا نصفها والباقي يتوزّع على الدول العربية ال22 الأعضاء في مجلس إدارته. وعين الوزير الفرنسي السابق الاشتراكي جاك لانغْ رئيسا لمعهد العالم العربي في يناير 2013. وجرت عملية التعيين بناء على اقتراح من السلطات الفرنسية وصادق عليها مجلس إدارة المعهد ومجلسه الأعلى، حيث تمثل فرنسا والدول الأخرى المؤسسة له.