أكد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، أنه من المقرر أن تشكل زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، للمغرب، "مرحلة جديدة" نحو تكريس شراكة متميزة فرنسية مغربية. وبوصفه صديقا للمغرب٬ يعتبر وزير الثقافة الفرنسي السابق٬ أن هذين اليومين يعدان واعدين بالنسبة لآفاق التعاون الثنائي٬ معربا عن أمله بأن تساهم هذه الزيارة في الدفع قدما بالعلاقات بين البلدين على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. واعتبر لانغ، عضو اللجنة الرسمية المرافقة للرئيس فرانسوا هولاند، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارة، التي تكتسي أهمية بالغة٬ ستعكس بقوة متانة العلاقات القائمة بين رئيسي البلدين٬ جلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية، مبرزا أن من شأن هذه الزيارة أن تعزز أواصر الصداقة الفرنسية-المغربية، و"الشراكة الاستثنائية" بين البلدين. وذكر الرئيس الجديد لمعهد العالم العربي، الذي استقبل من قبل جلالة الملك، يوم 12 مارس الماضي، بفاس٬ حيث عرض على جلالته رغبته في تنظيم تظاهرة كبرى بمعهد العالم العربي حول الفن المعاصر المغربي خريف 2014، أن الرئيس فرانسوا هولاند حرص على "استقبال جلالة الملك كأول ضيف يستقبله بعد انتخابه" رئيسا لفرنسا. وسيكون هذا المشروع موضوع اتفاق سيتم التوقيع عليه على هامش زيارة رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي. وبنظر لانغ٬ فإنه فضلا عن التعاون الثقافي الذي يتم٬ من خلال معهد العالم العربي أو من خلال العمل الذي يتم بفرنسا والمغرب من أجل تشجيع ثقافات البلدين (المعاهد٬ والثانويات، والجامعات، ومراكز الفنون)٬ فإن الشراكة الاستثنائية المتوخاة٬ تهم، أيضا، بنظره "المبادلات التجارية والاستثمارات المتبادلة ومختلف المشاريع"، التي سيتم التطرق إليها أو توقيعها خلال زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب. من جهة أخرى٬ أعرب لانغ عن ارتياحه ل"تقارب وجهات نظر" البلدين في مجال السياسة الدولية. وسجل أستاذ القانون سابقا أن الدبلوماسية المغربية والفرنسية منسجمتان في العديد من الملفات، سيما بإفريقيا، التي قال إنها "كانت محط زيارة مهمة لجلالة الملك محمد السادس، أخيرا"، مبرزا في هذا السياق دعم المغرب للمبادرة الفرنسية ضد "المجموعات الإرهابية "شمال مالي. وأضاف أن المغرب "مدعو، أيضا، للاضطلاع بدوره على المستوى المتوسطي". وفي معرض قراءته لدينامية التحولات بالمغرب في سياق الثورات العربية٬ سجل لانغ أن "ملك المغرب كان له ذكاء لاستباق الأحداث وإدخال تغيير على النظام السياسي المغربي"، حتى قبل اندلاع ما يسمى بالربيع العربي٬ مذكرا بأن جلالته كان دشن بداية عهده "مبادرات قوية وذات دلالات رمزية". وذكر، في هذا الصدد٬ بتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة، وبالعديد من المبادرات، سيما ما يتعلق بمدونة الأسرة، وهي عملية، يقول لانغ، امتدت في الزمن وتوجت باعتماد دستور 2011. وأعرب لانغ عن ارتياحه لكون جلالة الملك التزم بموجب الدستور الجديد بتعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر نتائج الانتخابات، وقال إن هذا "الالتزام تم احترامه". وأضاف بهذا الخصوص٬ أن جلالة الملك "ملك حكيم ومنفتح على الحياة وعلى المجتمع وعلى الثقافة وأنه ملك بان ويعمل على جلب الاستثمارات" لبلاده. وسجل في هذا الصدد بأنه عاين التحولات التي يعرفها المغرب، حيث "تم فتح العديد من الأوراش بمختلف مناطق البلاد"، منوها أساسا بالإرادة التي تحذو جلالة الملك لجعل الدارالبيضاء "مدينة صناعية ومالية كبرى"، ومن طنجة "ميناء حديثا"، بإنجاز مشروع طنجة - المتوسط. وخلص إلى القول إن هناك "تحولات حقيقية جارية، وأن هناك بالطبع تقدما يتعين بلوغه٬ بالمغرب كما بفرنسا٬ سيما في مجالات التربية والمساواة٬ غير أن الإرادة تظل موجودة للذهاب بعيدا "من أجل ذلك يقول جاك لانغ.(و م ع)