في ما يلي النص الكامل لبيان مغربي - فرنسي مشترك صدر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند إلى المغرب .. 1 بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ قام رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد فرانسوا هولاند ٬ بزيارة دولة للمغرب يومي ثالث ورابع أبريل 2013.
2- وكان السيد فرانسوا هولاند مرفوقا بوفد فرنسي هام ٬ يتكون من وزراء ٬ ونواب ٬ وأعضاء من مجلس الشيوخ٬ وفاعلين من القطاعات الاقتصادية والجامعية والثقافية.
3- وبهذه المناسبة ٬ أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس والسيد فرانسوا هولاند سلسلة محادثات مكنت قائدي البلدين من التعبير عن ارتياحهما لغنى وتوسع الشراكة الثنائية٬ وتسجيل التطابق في وجهات النظر بين البلدين حول كل القضايا الإقليمية والدولية.
4- وقد أعطت الزيارة الرسمية للسيد فرانسوا هولاند دفعة جديدة للشراكة الاستثنائية القائمة بين المغرب وفرنسا ولتعزيز العلاقات الاقتصادية والتمازج البشري بين البلدين.
5- ومكنت هذه الزيارة من التوقيع على عدة اتفاقيات ومعاهدات ٬ ووضع اللمسات الأخيرة لسلسلة من المشاريع المشتركة الهامة٬ وإطلاق مبادرات جديدة طموحة.
6 - وقد أعرب المغرب وفرنسا عن ارتياحهما بهذه المناسبة لاستكشاف قنوات جديدة للتعاون تأتي لإغناء المكتسبات التي تراكمت على مدى تاريخهما المشترك والتي تمكن الشراكة الثنائية من مواصلة تطورها في نفس المناخ من الثقة والتضامن والنماء المشترك٬ وكذا الإيمان بالمصير المشترك.
7 - وسجل الطرفان٬ بارتياح كبير٬ أن التربية والتكوين ٬ والتدبير الحضري والتجهيزات الأساسية الترابية وكذا الطاقات المتجددة ٬ والصناعات الفلاحية الغذائية والإنتاج الصناعي المشترك تشكل الأسس الجديدة لشراكة ثنائية متجددة على الدوام. وتجسيدا لهذه الإرادة المشتركة حضر صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند عرضا تم خلاله تقديم مشروع المدينة البيئية لزناتة ٬ الذي سيستفيد من دعم فرنسا ٬ وقاما بتدشين المحطة الأولى للتطهير للدار البيضاء الكبرى التي أنجزت من قبل مقاولة فرنسية مغربية.
8 - وأبرز الطرفان أيضا أن الأثر متعدد الأبعاد لهذه المبادرات والمشاريع الجديدة من شأنه أن يغني أكثر العلاقات المغربية الفرنسية ويجعل منها شراكة متجهة نحو المستقبل بالنظر للمؤهلات والإمكانات التي يتوفر عليها البلدان.
9- وفي هذا الصدد٬ جدد السيد فرانسوا هولاند دعم فرنسا للمسار الطموح للإصلاح والتقدم والانفتاح الذي اختاره المغرب٬ والذي يسير عليه بثبات وعزيمة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
10 - ولكون هذه الشراكة الاستثنائية من شأنها أن تعود بالنفع على الشعبين المغربي والفرنسي٬ فقد دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند إلى تعزيز آليات الحوار والتشاور والمبادرات المشتركة بين الحكومتين ٬ والهيئات التشريعية٬ والفاعلين الاقتصاديين٬ والجامعات ٬ والجماعات اللاممركزة٬ والفاعلين في المجتمع المدني٬ والسلطات بالبلدين.
11 - وأشاد قائدا البلدين بانتظام اللقاءات بين الحكومتين٬ والتي انعقد آخرها بالرباط في دجنبر 2012 مسجلين بنفس الارتياح٬ استمرارية اللقاءات الاقتصادية٬ التي كان آخرها اللقاء الذي انعقد بالتزامن مع زيارة الدولة للسيد فرانسوا هولاند.
12- واعتبرا أنه من الأهمية بما كان أن تقوم الهيئات التشريعية٬ والجماعات الترابية٬ والجامعيون والفاعلون الجمعويون بالبلدين٬ كل في مجال اختصاصه٬ بإرساء منتديات منتظمة وموضوعاتية٬ بهدف المساهمة بشكل أكبر في الشراكة الثنائية وفتح آفاق جديدة أمامها.
13 كما أشادا بالدينامية التي يبرهن عنها الفاعلون الاقتصاديون بالبلدين ٬ والإنجازات المسجلة من قبل نادي أرباب المقاولات المغربية -الفرنسية من أجل تطوير شراكات عملية تعود بالنفع على الجانبين في إطار رؤية مشتركة قائمة على مبدأ التوطين المشترك.
ونوها أيضا بانعقاد منتدى أرباب المقاولات الفرنسية والمغربية٬ الثالث في ظرف سنة٬ والذي اختتمه يوم 4 أبريل بالرباط السيد فرانسوا هولاند.
14 - واتفقا على دعم وتعزيز دينامية تدويل المقاولات المغربية والفرنسية في اتجاه إفريقيا٬ التي تشكل مجالا للفرص الاقتصادية في إطار التطور والتعاون ثلاثي الأطراف.
15 - وأشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والسيد فرانسوا هولاند بالمساهمات القيمة للجالية المغربية المقيمة بفرنسا والجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والإنسانية بين البلدين. وفي نفس السياق ٬ أعرب المغرب عن تقديره الإيجابي لإجراءات تسهيل منح التأشيرة المتخذة لفائدة أفراد الجالية المغربية الذين يساهمون في إنعاش وإثراء الشراكة بين البلدين.
16 - ونوه الطرفان بجودة وكثافة التعاون الثقافي الذي يجمعهما. واتفقا على ضرورة إعطاء دينامية للتعاون في هذا المجال منوهين باللبنات الأولى التي تم وضعها من طرف متحف اللوفر٬ ومعهد العالم العربي٬ ومتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية٬ لمواكبة سياسة تثمين تراث المملكة.
17 - من جهة أخرى جدد الطرفان التزامهما باحترام التنوع الثقافي واللغوي٬ والدفاع عن التعددية الثقافية والتربوية. وعبرا عن الارتياح لخلق شعب باللغتين العربية والفرنسية في التعليم المغربي في ختام أشغال مجموعة العمل المشتركة٬ وكذا لتوقيع اتفاق يتوخى تحسين التكوين في مجال تدريس اللغة الفرنسية بالمنظومة التربوية المغربية.
18- وأعرب الطرفان عن ارتياحهما لشراكتهما النموذجية في إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية٬ باعتبارها إذاعة أورو-مغاربية فريدة من نوعها ٬ تحمل قيما مشتركة وتساهم في إشعاع الثقافتين المغاربية والفرنسية. وقد أكدت فرنسا التزامها بدعم هذه الشراكة بشكل دائم.
19 - كما أعرب الجانبان عن الارتياح للتقدم الهام الذي تحقق في مجال التعليم العالي والبحث العلمي٬ بخلق مؤسسات وبنيات جديدة مغربية بشراكة مع فاعلين فرنسيين في القطاعات المحدثة للشغل بالنسبة للمغرب.
20 - وعبر الطرفان عن ارتياحهما لجودة تعاونهما الأمني والخطوات التي يقومان بها من أجل مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود٬ واتفقا على توسيع نطاق هذا التعاون لما فيه مصلحتهما المشتركة وخدمة للأمن بمجموع المنطقة.
21 - وأكد قائدا البلدين أن هذه الخطوات المشتركة في جميع المجالات ستمكن المغرب وفرنسا من تعزيز مشاوراتهما حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك٬ والزيادة في حجم تنافسيتهما المشتركة في المجال الاقتصادي٬ والنهوض سويا ٬على الصعيد العالمي٬ بقيم الانفتاح والتسامح والاحترام التي يتقاسمانها.
22 - على المستوى الإقليمي٬ أكد المغرب وفرنسا أن المدى الجديد الذي أعطي لعلاقاتهما الثنائية سينعكس بشكل إيجابي على مجموع العلاقات الأورو-متوسطية٬ بالنظر للطموح المشترك للبلدين من أجل شراكة مبتكرة بين ضفتي المتوسط ترتكزعلى الديمقراطية والنماء المشترك والتضامن.
23- وفي هذا الصدد٬ فإن المغرب أعرب عن تأييده لرؤية فرنسا الرامية إلى النهوض ب"فضاء متوسطي للمشاريع " ٬ كمبادرة واقعية . وفي هذا الإطار سجل الطرفان بارتياح إطلاق عملية تنفيذ المشاريع المحددة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط٬ على غرار الجامعة الأورو-متوسطية بفاس.
24 - كما دعا المغرب فرنسا لمواصلة العمل لفائدة وضعه المتقدم لدى الاتحاد الأوروبي٬ من خلال تعبئة الآليات الأوروبية خدمة لهذا الطموح.
25 - وأكد الطرفان كذلك أن من شأن إعادة إطلاق البناء المغاربي تمكين البلدان المغاربية الخمسة من رسم مصير مشترك ونشر قيم التضامن٬ والتكامل والاندماج التي يزخر بها المغرب العربي. وشددا على أن بناء مغرب عربي مستقر ومتضامن يشكل ضرورة جيو -استرتيجية أساسية.
26- وفي ما يتعلق بقضية الصحراء جددت فرنسا دعمها للجهود المبذولة في إطار الأممالمتحدة والرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية. وفي هذا السياق فإن فرنسا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي كأساس جدي وذي مصداقية لحل متفاوض بشأنه وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
27 وبخصوص إفريقيا٬ جدد المغرب وفرنسا طموحهما المشترك لفائدة تنمية القارة الإفريقية وتوجه القارة نحو مستقبل هادئ ومزدهر. و اتفقا على ضرورة ضمان توفر شروط السلم والأمن والاستقرار بالنسبة لإفريقيا.
28 -كما عبر البلدان عن انشغالهما بتنامي مظاهر انعدام الأمن واللاستقرار بمنطقة الساحل وخاصة الوضع المتأزم في مالي.
وأشاد المغرب بالعمل السريع والفعال والشجاع لفرنسا استجابة لنداء السلطات المالية من أجل استعادة السيادة والوحدة الترابية لمالي.
وأكد البلدان التزامهما بمرافقة مالي في جهودها لاستعادة وحدتها الترابية وتعزيز الانتقال السياسي بهدف إجراء انتخابات في المستقبل. وعبرا عن إرادتهما في أن يتم خلال هذا الشهر بمجلس الأمن٬ تبني قرار لتحويل القوة الإفريقية إلى قوة لحفظ السلم تحت إشراف الأممالمتحدة.
29 - وبخصوص الوضع في الشرق الأوسط٬ أشاد المغرب وفرنسا بحصول فلسطين على صفة عضو ملاحظ ٬ بمنظمة الأممالمتحدة.
وجدد المغرب وفرنسا التزامهما بالعمل لفائدة تسوية عادلة ونهائية لهذا النزاع٬ مجددين التأكيد على عزمهما من أجل حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة٬ ومنها على الخصوص حق إقامة دولة ديمقراطية ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش في سلم وأمان بجانب إسرائيل.
كما أكد البلدان رفضهما القاطع لكل عمل يتعارض مع هذا الطموح المشروع .
30 - هنأت فرنسا المغرب على نجاح المؤتمر الرابع ل"أصدقاء الشعب السوري" الذي عقد بمراكش في 12 دجنبر 2012 والذي سار على نفس اتجاه مؤتمر باريس يوم 6 يوليوز 2012.
جدد المغرب إرادته للعمل بتشاور مع فرنسا بمجلس الأمن الدولي٬ من أجل وضع مبادرات ذات جدوى بهدف وقف تصاعد العنف والحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية والترابية لسوريا والاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري الذي يطمح إلى العيش في حرية وديمقراطية وكرامة.
31 - اتفق المغرب وفرنسا على تكثيف عملهما المشترك على صعيد مجلس الأمن لمواجهة الأزمة الإنسانية التي تشهدها سوريا. وقد أشاد المغرب بإقامة فرنسا لمجمع طبي-جراحي بمخيم الزعتري لتقديم المساعدة للاجئين السوريين المقيمين بالمخيم.
من جهتها٬ نوهت فرنسا بجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي قرر إقامة مستشفى طبي جراحي ميداني لفائدة اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري الذي قام جلالته بزيارته.
32 - وفي الختام عبر زعيما البلدين عن ارتياحهما التام للشراكة الاستثنائية التي تربط البلدين وكذا للانخراط٬ المتجدد باستمرار٬ لكافة القوى الحية بالمغرب وفرنسا من أجل إغناء وتوسيع هذه الشراكة باستمرار .
33 - وجه السيد فرانسوا هولاند دعوة رسمية لجلالة الملك محمد السادس للقيام بزيارة دولة لفرنسا٬ وهي الدعوة التي قبلها جلالته والتي سيتم تحديد تاريخ لها عبر القنوات الدبلوماسية.