قررت شركة "بيزورنو" الفرنسية المتخصصة في النظافة بالدار البيضاء عدم تجديد العقد الذي يربطها بالجماعة الحضرية للمدينة بسبب دفاتر التحملات الجديد الذي وضعه مجلس البيضاء . وكشفت الشركة في بيان لها، الاثنين الماضي، أن المتطلبات والشروط الجديدة التي أتى بها دفتر التحملات الخاص بقطاع النظافة في العاصمة الاقتصادية دفع مسؤولي الشركة إلى تقديم اقتراحات الميزانية التي تتماشى مع إستراتجية الشركة الإنمائية. وقررت الشركة الانسحاب من الدار البيضاء بعد عشر سنوات من العمل في مجال النظافة في المدينة، لكنها، يضيف البيان، تعتزم الاستثمار في مجالات أخرى في المغرب في الشهور القليلة القادمة، في حال توفر دفاتر تحملات بشروط ومتطلبات تتماشى مع إستراتيجية الشركة وتتوافق مع منطقها الاقتصادي. وتشغل الشركة أكثر من 3000 عامل ينتشرون بكل من أحياء سيدي عثمان وليساسفة وابن مسيك واسباتة وعين الشق وسيدي معروف. وكان مجلس المدينة قد أقر دفتر تحملات جديدا يلزم الشركات العاملة في قطاع النظافة بالمدينة بتغيير الأسطول القديم بآخر جديد، على أن يتم جلبه من الخارج، كما ألزم المجلس الشركات الساهرة على القطاع بتوفير حاويات جديدة تفصل النفايات كما هو معمول به في أوروبا وفي الدول الرائدة في المجال، كما تلتزم الشركات بحفر أنفاق للحاويات. وقسم دفتر التحملات الجديد الدار البيضاء إلى خمسة محاور، يتعلق الأول بمحور سيدي بليوط أنفا المعاريف، والثاني يتعلق بالحي الحسني سيدي معروف عين الشق، أما الثالث فيهم عين السبع وسيدي مومن والصخور السوداء وسيدي البرنوصي، والرابع يتعلق بنظافة عمالة ابن مسيك وسباتة وسيدي عثمان ومولاي رشيد، والمحور الأخير يخص أحياء مرس السلطان والفداء، في الوقت الذي تم فيه إلزام الشركات المختصة بحجم استثمارات يصل إلى 30 مليارا عن كل محور من المحاور الخمسة للمدينة. يذكر أن قطاع النظافة يبقى من النقاط السوداء للمدينة منذ بداية تجربة التدبير المفوض للقطاع سنة 2003، إذ تم تقسيم المدينة إلى خمس مناطق ومنح التدبير إلى ثلاث شركات أجنبية. ومنذ دخول الدار البيضاء تجربة التدبير المفوض لقطاع النظافة والجدل حول هذه التجربة لم يتوقف، وهو الأمر الذي جعل بعض المتتبعين يطالبون بالقطع مع هذه التجربة وتبني سياسة إحداث شركات للتنمية المحلية، إلا أن مسؤولي المدينة كان لهم رأي آخر وقرروا الدخول من جديد إلى غمار التدبير المفوض.