كشفت مصادر حزبية مطلعة أن العلاقة بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي للحزب الإسلامي، وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التوتر لم تستبعد معه المصادر ذاتها أن ينتهي بإبعاده من منصبه. مصادر «المساء» كشفت أن رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية يواجه حربا وصفت بالشرسة من قبل رئيس الحكومة، ووزيره في العلاقات من البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني، على خلفية مهاجمته هذا الأخير في أكثر من مناسبة ومواقفه المعارضة للحكومة. وأشارت المصادر إلى أن بوانو، الذي يصنف بأنه من صقور الحزب، بات قاب قوسين من أن يفقد منصبه على رأس الفريق النيابي، إذ ينتظر أن يتخلص منه بنكيران في أبريل القادم خلال انتخابات رئاسة الفريق، في ما يبدو أنه استكمال لمسار تصفية صقور الحزب ومعارضيه، الذي ابتدأ في المؤتمر الأخير، وبشكل خاص على مستوى أعضاء الأمانة العامة، والتضحية بسعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني، في النسخة الثانية من حكومته. وحسب المصادر عينها، فإن الحرب المعلنة على بوانو ابتدأت من مدة بسبب مهاجمته القوية للحكومة خلال آخر جلسة تشريعية لمجلس النواب خلال الدورة الربيعية الماضية، على خلفية مناقشة مقترح قانون حول لجان تقصي الحقائق واتهامه الحكومة بأنها «تسير من طرف أمينها العام إدريس الضحاك». وأشارت المصادر ذاتها إلى أن موقف رئيس الفريق هذا أثار غضب رئيس الحكومة. ووفق هذه المصادر، فإن غضب بنكيران والشوباني من بوانو ظهر جليا خلال اجتماع الأمانة العامة في 11 أكتوبر الفائت، والذي عرف مشادات كلامية غير مسبوقة وصلت إلى درجة مخاطبة الأمين العام لرئيس الفريق النيابي بالقول: «كنت سأقيلك من رئاسة الفريق..ولكني أمهلتك أربعة أشهر أخرى»، فيما انفجر رئيس الفريق النيابي في وجه زعيمه قائلا: «ديرها من غدا». وفيما كشفت مصادر الجريدة أن مواقف بوانو وتدخلاته في بعض اللجان النيابية أثناء مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2014 زادت من غضب بنكيران، يبدو أن بوانو مازال يلقى مساندة من قبل بعض أعضاء الفريق أمثال آمنة ماء العينين وخالد البوقرعي، وآخرين يصنف بعضهم على المحسوبين على الأمين العام من قبيل المحامي عبد الصمد الإدريسي. إلى ذلك، اتهمت مصادر قيادية في الحزب الإسلامي قيادة الحزب ب«تهريب» النقاش المتعلق، خاصة بتقييم أداء التجربة الحكومية التي يقودها الحزب من المجلس الوطني، إلى الخلوة التي نظمت نهاية الأسبوع الفائت بالمعمورة بسلا، مشيرة إلى أن قيادة الحزب أقدمت على إلغاء تقديم أوراق محددة إلى برلمان الحزب، الذي حدد له نهاية شهر دجنبر الحالي، من أجل احتواء النقاش المتوقع حول تدبير بنكيران لمشاورات تشكيل النسخة الثانية من حكومته، والاكتفاء بالمقابل بتهريبه من المجلس الوطني إلى ما سموه بالخلوة.