أغرقت الأمطار التي تساقطت نهاية الأسبوع المنصرم، مجموعة من القرى التابعة لإقليم ميدلت في الأوحال، كما فضحت هشاشة البنية التحتية المنعدمة في عدد من الجماعات التابعة للإقليم، بحيث تكبد سكان هذه المناطق أضرارا بالغة بسبب غياب قنوات الصرف الصحي، وعدم تبليط الأزقة التي أصبحت عبارة عن برك مائية. وبحسب مصادر «المساء» فإن المنطقة أصبحت في عزلة تامة بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء، دون الحديث عن موجة البرد التي تضرب جماعة بومية وجماعة أغبالو واتزر وزايدا وتونفيت وكروشن وتقاجوين، وكل المناطق المجاورة، نتيجة غياب التجهيزات الضرورية لمواجهة الطقس البارد بهذه المناطق، مما جعل الناس يستنفذون تدريجيا مخزونهم المحدود من المواد الغذائية وحطب التدفئة الذي أصبح ثمنه غاليا جدا، إذ يضيف مصدر حقوقي من اللجنة التحضيرية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببومية، أن الحطب أصبح يثقل كاهل الأسر بالمنطقة، إذا علمنا أن الأسرة الواحدة قد تستهلك 5 أطنان خلال السنة، أي بمبلغ يصل إلى 5000 درهم، في غياب دور الدولة التي يقول من واجبها توفير بديل للحطب للحفاظ على المخزون الغابوي بالمنطقة. وقد تساءل المصدر الحقوقي في هذا الصدد عن دور المنتخبين والمسؤولين المحليين، الذين أغرقوا هذه الجماعات في مزيد من التهميش والبؤس من خلال عدم قيامهم بدورهم كما يجب، واصفا هذه المناطق التي تنتمي -حسب تعبيره- إلى المغرب غير النافع بأنها مناطق ممحية من الخريطة ولا أحد يتحدث عنها. وإذا كان فلاحو المنطقة استبشروا خيرا بهذه التساقطات فإن عموم السكان يضيف المصدر ذاته متذمرون من وضعية البنيات التحتية «الكارثية» التي فضحت عوراتها الأمطار والثلوج المتساقطة أخيرا . وبحسب المصدر ذاته فإن المؤسسات التعليمية بالمنطقة لها نصيبها أيضا من التهميش واللامبالاة، فالأقسام أضحت مثل «الثلاجات» بسبب غياب لوازم التدفئة، إذ يؤثر ذلك على التلاميذ والأساتذة، معربا عن التخوفات التي تجددت في نفوس الأسر، خاصة بالمناطق الجبلية التي شهدت خلال الأيام الأخيرة تساقطات ثلجية مباغته وانخفاضا قياسيا في درجات الحرارة نزلت تحت حاجز الصفر .