اختتمت، أمس(الجمعة)، الأيام الوطنية المفتوحة للكلي التي نظمها المركز الاستشفائي بوافي بشراكة مع مركز تصفية الدم، بعمالة مقاطعة مرس السلطان، بالدار البيضاء، والتي استمرت يومين، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للكلية، الذي يخلد في 12 مارس من كل سنة، تحت شعار«راقب ضغطك الدموي». وحذر الدكتور، رشيد مولكي، مندوب وزارة الصحة بعمالة مقاطعات مرس السلطان، من الإسراف في تناول الأدوية، خاصة المسكنات، باعتبارها إحدى أسباب الإصابة بالقصور الكلوي، إضافة إلى التهابات الكلية، أو الحصى، غير أن ارتفاع الضغط الدموي، وداء السكري يبقيان أهم مسببات المرض، لذلك دعا د.مولكي إلى ضرورة الاستشارة الطبية وإجراء تحاليل بين الفينة والأخرى. وقد حضر حفل الافتتاح عامل عمالة درب السلطان، الذي قدمت له مجموعة من الشروحات والاستراتيجيات العملية للمستشفى، كما تعرف على مختلف مرافقه، خاصة قسم تصفية الدم. وجاءت هذه الأيام في إطار انفتاح المستشفى على محيطه الخارجي للتعريف بمرض الكلي، وبأسبابه وبكيفية الوقاية منه، وتعزيزا لاستراتيجية وزارة الصحة، 2008-2012، التي ترتكز على الاستجابة للطلب في تصفية الدم، وتعزيز الوقاية من مرض الكلي المزمن، والتكفل بجميع المرضى المحتاجين، وكذا تطوير زرع الكلي بالمغرب كحل أمثل للتخفيف من معاناة المرضى. وتنظم على هامش الأيام المفتوحة حملات تحسيسية، وزيارات إلى قسم تصفية الدم، ودوائر مستديرة ينشطها أطباء أخصائيون في أمراض الكلي، القلب، وأمراض الغدد، بالإضافة إلى محاضرات ومناقشات وندوات بهدف التعريف بالمرض وبسبل الوقاية والعلاج منه. وأكدت الدكتورة، نعيمي فوزية، اختصاصية في أمراض الكلي بمستشفى بوافي:« أن ارتفاع الضغط الدموي وداء السكري يشكلان سببا مباشرا لمرض القصور الكلوي بنسبة 40 في المائة»، وأضافت أن المراقبة المنتظمة للضغط الدموي وقياس نسبة السكر في الدم سبيل الوقاية من الإصابة بالمرض. وتحدثت د.نعيمي عن التكاليف الباهظة لجلسات تصفية الدم، والتي تكلف ما بين 12.000 درهم و13.000 درهم لكل مريض سنويا، وأضافت أن 7000 مريض بالقصور المزمن يعالج في المغرب سنويا، وتظهر ما بين 1500 و3000 حالة جديدة للقصور الكلوي المزمن كل سنة، منها 400 حالة بالدار البيضاء. ويعجز العديد من المرضى عن مداومة جلسات تصفية الدم، بسبب تكاليفه المرتفعة، سواء على الأفراد أو الدولة، وتبقى الوقاية أهم وسيلة تُعرف المواطنين، سواء المرضى أو غيرهم، بأهمية العضو وتحسيسهم بخطورة المرض. وذكر د. مولكي ببعض أعراض المرض مثل وجود زلال بالبول»كشكوشة»، الانتفاخ على مستوى الجفنين، انتفاخ الرجلين، غير أنها ليست مؤشرا مباشرا على المرض. مرض الكلي يتطور في صمت، ولا يظهر إلا في أطواره النهائية، والسبيل إلى معرفته هو الكشف المبكر عن طريق التحاليل المخبرية، وتكون، تقول د. نعيمي:» إما عن طريق تحليل عينة الدم، أو البول(قياس نسبة البروتين)، وهي الوسيلة الأنجع، أما الاعتماد على الأعراض لمعرفة المرض فهي غير مضمونة مائة في المائة»، والاكتشاف المبكر يكلف المريض مبلغ 200 درهم فقط في الشهر، وحالاته المتقدمة تعني معاناة مادية ومعنوية حقيقية بالنسبة إلى المريض، وأيضا بالنسبة إلى الدولة التي تتكفل بالحالات المزمنة العاجزة عن توفير العلاج. وفي الإطار نفسه، وتحت شعار»لنمشي من أجل كلانا» تنظم، بعد غد الأحد، بشاطئ عين الذياب، بالدار البيضاء، وابتداء من التاسعة صباحا، مسيرة رياضية مشيا على الأقدام.