عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إلى الاستعانة بقفشاته التي عرف بها، خلال جلسة تقديم مشروع قانون المالية، الذي انعقد يوم السبت الماضي بمجلس النواب، حينما رد على الانتقادات الحادة التي وجهها نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، إليه، بعد أن سأله إن كان راضيا عن الحكومة في نسختها الثانية بما حملته من تراجعات سياسية، وما إن كان راضيا عن حصيلة العمل الحكومي في مختلف المجالات المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين. إذ قال بنكيران بنبرة ساخرة:» اللهم ألف مزوار ولا شباط واحد.. هاذ الشي علاش أنا راضي». من جهة أخرى، وفي تطور لافت، كشفت مصادر برلمانية مطلعة أن قيادة فرق المعارضة بمجلس النواب تعمل على التحضير لتحرك مشترك يستهدف رأس الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني. وحسب مصادر «المساء»، فإن مشاورات جرت نهاية الأسبوع الماضي وتستمر هذا الأسبوع من أجل البحث عن صيغة للرد على الشوباني، الذي كان قد دخل الأسبوع الفائت في جدل قوي مع فرق المعارضة أثناء مناقشة ميزانية وزارته، مشيرة إلى أن المعارضة ستحسم قريبا في الخيارات المتاحة من أجل إيقاف الوزير عند حده، خاصة في ظل ما اعتبر استهدافا للمعارضة التي منحها الدستور الجديد صلاحيات أكثر. وكشفت مصادرنا أن من الخيارات التي تتداول في صفوف المعارضة رفع ملتمس إلى رئيس الحكومة من أجل تغيير وزيره في العلاقات مع البرلمان، وقالت: «باغيين وزير لبناء العلاقات لا هدمها». ويأتي تحرك المعارضة ضد الشوباني بعد أن وجد الوزير الفرصة سانحة لمهاجمة أحزاب المعارضة، التي وصفها بالمصابة بمرض الرهاب الفكري والنفسي، خلال اجتماع لجنة العدل والتشريع، وقال إن مهاجمة هذه الأحزاب للحكومة «عن فشلها السياسي المثير للشفقة». الوزير الإسلامي وصف تصرفات المعارضة بأنها «معارضة رعدية»، مضيفا أن «الرعد لا معنى له للفلاحين إن لم يكن يمطر»، ووصف مواقف المعارضة بأنها «رعدية لا تمطر ولا تنبت».