انسحبت فرق المعارضة من اجتماع لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب مساء أمس الثلاثاء، لمناقشة الميزانية الفرعية لوزارة العلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، احتجاجا على وصف أمينة ماء العينين، برلمانية حزب العدالة والتنمية للمعارضة، بأنها "استرزاقية وتمارس خطاب البكائية والمظلومية". وكاد اجتماع اللجنة أن يتحول إلى حلبة للتشابك بالأيدي بين برلمانيات حزب العدالة والتنمية وفوزية لبيض برلمانية حزب الاتحاد الدستوري، وفق مانشرته يومية "الأخبار" في عددها الصادر غدا الخميس. وتفجر الاجتماع بعد وقوع مشاداة كلامية بين البرلمانية ماء العينين وبرلمانيين من أحزاب المعارضة، بعد إثارة "فضيحة" التحاق زوجها الذي كان يعمل استاذا للتعليم بوزارة العلاقات مع البرلمان، وتعينه من طرف الشوباني رئيسا لمصلحة بالوزارة. وقد انتفضت ماء العينين في وجه المعارضة دفاعا عن زوجها، وأطلقت العنان للسانها، وهي تهاجم أحزاب المعارضة، واصفة إياها بانها "تمارس خطاب المظلومية، وتخشى الأغلبية، وتمارس الاسترزاق والبكائية". كلام البرلمانية ماء العينين أثار موجة استياء في صفوف فرق المعارضة،حيث طالبتها البرلمانية فوزية لبيض بتقديم اعتذار عن الإهانة التي صدرت عنها في حق المعارضة،وهو مارفضته برلمانية حزب العدالة والتنمية، مما اغضب برلمانية الاتحاد الدستوري التي طلبت منها " وضع اللجام داخل فمها"، لترد عليها ماء العينين بالقول " إن الحيوانات هي اللي كتدير اللجام". وتطور الأمر إلى جدل ونقاش وانتقاد حاد لوزارة العلاقات مع البرلمان،من طرف النواب، وضمنهم عبد القادر لكيحل من حزب الاستقلال،الذي أشهر في وجه الوزير الحبيب الشوباني لائحة الموظفين الذين عينهم الوزير من حزبه، وتحدث عن توظيف الأصدقاء والأقارب والأزواج، مقابل وقف توظيف المعطلين وقمعهم بشوارع الرباط. بعد انسحاب فرق المعارضة من اجتماع اللجنة، وجد الوزير الشوباني امامه فرصة سانحة لمهاجمة وجلد أحزاب المعارضة التي وصفها بالمصابة بمرض الرهاب الفكري والنفسي، واعتبر مهاجمة هذه الأحزاب للحكومة بانها تعبير "عن فشلهم السياسي المثير للشفقة"، كما وصف تصرفات المعارضة بانها "معارضة رعدية"، وشرح ذلك بالقول "إن الرعد لامعنى له للفلاحين إن لم يكن يمطر"، و اعتبر مواقف العارضة بأنها "رعدية لاتمطر ولاتنبت". وانتقد الشوباني انسحاب فرق المعارضة من الاجتماع، واعتبر هذا الانسحاب بمثابة "قضاء على المعارضة بالضربة القاضية".