باشر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء النظر في ملف متهم بالاعتداء الجنسي على طفلتين (ك ف) و(س د)، والذي اعتقل يوم السبت الماضي بعدما تقدم والدا الضحيتين بشكاية إلى النيابة العامة بالمحكمة المذكورة. وعرضت الطفلة الضحية (ك ف) أمس على طبيب بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء لإجراء فحوصات بعد إصابتها بتعفنات جلدية بفخديها نتيجة ممارسة الجنس عليها من لدن المتهم، الذي يعمل بائعا لمادة جافيل، حسب ما أكده والدها (عبد الرزاق، ف)، الذي أوضح أن ابنته، التي تتابع دراستها بالمستوى الثاني ابتدائي، «أصبحت منعزلة وتمضي يومها صامتة، وهو ما يقتضي عرضها على طبيب نفسي». وتعود تفاصيل الواقعة إلى بداية الشهر الحالي عندما أبلغت الطفلة أختها بأن المتهم الذي يبلغ (40 سنة) يمارس الجنس عليها داخل دكانه ويهددها بقتل والدها إن هي فضحت أمره، مما دفع أخت الطفلة إلى أن تخبر والدها، الذي قدم شكاية في الموضوع إلى جانب أسرة الطفلة (س د) التي تبلغ من العمر ست سنوات، والتي أخبرت بدورها والديها بما تعرضت له من اعتداء جنسي. واعتقل المتهم يوم 7 مارس الجاري وأحيل على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف يوم الإثنين الماضي، وبعدها على قاضي التحقيق، ويوجد الآن رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة بالدار البيضاء. وتعليقا على ماحدث، أكدت نجية أديب، رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي» أن الاعتداء الجنسي على الأطفال في تزايد وأن السبيل الوحيد لحل هذه المعضلة التي أصبحت تهدد العديد من الأطفال هو تشديد الأحكام القضائية كوسيلة للردع والزجر، وحتى يكون مرتكبو هذه الجرائم عبرة للآخرين. وانتقدت أديب طول المساطر القانونية في الموضوع، مما يؤثر على نفسية الطفل التي قالت «إنه يعيش مأساة حقيقة لكثرة تردده على المحكمة». وأشارت رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»، إلى ارتفاع وتيرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، إذ سجلت الجمعية، خلال سنتي 2007 و2008، أزيد من 360 حالة اعتداء جنسي ضد الأطفال ثلثهم من الذكور، ومنهم حالات تتعلق باغتصاب الأطفال من لدن أقاربهم لكنها تبقى قليلة، حسب قولها. ويذكر أن المرصد الوطني لحقوق الطفل سجل 120 حالة تتعلق بالاعتداء الجنسي على الأطفال خلال الفترة الممتدة ما بين يناير ودجنبر 2008.