لعل المستهلك المغربي استشعر الانخفاض الذي عرفته أسعار «الفارينا» أو دقيق القمح الصلب عند البقال، حيث عرفت الأسعار، مؤخرا، تراجعا فاق في بعض الأحيان 20 في المائة من ثمن الكيلوغرام من الدقيق، تحت تأثير التراجع الذي عرفته أسعار الحبوب في السوق الدولية. هذا ما تشير إليه الإحصائيات الأخيرة للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، حيث أكدت أن أسعار الحبو ب بالأسواق المغربية عرفت خلال الأسابيع الماضية انخفاضا ملحوظا مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، إذ انتقل سعر قنطار من القمح الطري الذي كان يساوي في 2008 مابين 333و430 درهما، إلى ما بين 240 و 265 درهما للقنطار. نفس الأمر بالنسبة لسعر قنطار من القمح الصلب الذي كان يسجل في العام الماضي سعر 377 و 485 درهما، حيث بيع في فبراير 2009 بثمن يتراوح ما بين 275 و385 درهما للقنطار،و انخفض سعر قنطار من الشعير من ما بين 317 و 360 درهما في 2008 إلى ما بين240 و278 درهما للقنطار في 2009 . وتضيف نفس أرقام المكتب أنه وإلى غاية 15 فبراير 2009، بلغت الموجودات من الحبوب في السوق الوطني ما يعادل 13.4 مليون قنطار بانخفاض يقدر ب 5.6 في المائة مقارنة بالنصف الأخير من شهر يناير الماضي، واستحوذ القمح الطري على حصة الأسد بأكثر من 10.9 ملايين طن، ثم القمح الصلب 466 ألف طن والشعير 922 ألف طن والذرة بأكثر من 1.05 مليون طن . وقد أبرزت الإحصائيات التي نشرها مكتب الصرف في نهاية فبراير، أن مشتريات المغرب من القمح و الذرة تراجعت على التوالي ب63 و27 ٪، وتجلى من خلال التطور الشهري لمشتريات القمح، انخفاض السعر المتوسط إلى 3208.8 للطن الواحد، و هو أدنى مستوى بلغه سعر القمح منذ سنة. وخلال الأشهر الثمانية الماضية، سجل المكتب أن واردات المغرب من الحبوب بلغت 35.7 مليون طن بانخفاض 17 في المائة مقارنة بالموسم الماضي، واحتل القمح الطري أهم نسبة من واردات المغرب بحوالي 59 في المائة ثم الذرة 29 في المائة . أكثر من 65 في المائة من هذه الواردات تأتي عبر ميناء الدارالبيضاء بأكثر من 23 مليون طن، و حوالي 11 في المائة عبر ميناء الجرف ونفس النسبة عبر ميناء أكادير، أما ميناء الناظور فتقل النسبة عن 5 في المائة وفي طنجة وآسفي 4 في المائة . فرنسا تحتل الريادة بالنسبة للبلدان المصدرة للحبوب إلى المغرب بنسبة 45 في المائة، متبوعة بالأرجنتين 21 في المائة، وليتوانيا 8 في المائة، وألمانيا 7 في المائة ثم كندا 5 في المائة، وأشار المكتب إلى أن 84 في المائة من القمح الصلب المستورد يأتي من كندا، وأن 70 في المائة من الذرة المستوردة يكون مصدرها الأرجنتين .