اكتشفت المصالح الأمنية والسلطات المحلية بتيزنيت، ظهر أول أمس الاثنين، جثتين تعودان إلى شابين في مقتبل العمر بعد وفاتهما منذ أزيد من ثلاثة أيام، داخل شقة صغيرة بحي الموظفين بتيزنيت، وحسب الإفادات التي استقتها «المساء» من مصادر من عين المكان، فقد تم اكتشافهما من طرف إحدى نساء الحي التي شمت رائحة نتنة منبعثة من الشقة المذكورة، وهو ما دفعها إلى إخبار أحد أعوان السلطة الذي أخبر مرؤوسيه على الفور. وحسب نفس المصادر، فإن الشاب (ا.ت)، المزداد سنة 1988، كان عاطلا عن العمل وينحدر من جماعة أكلو، فيما تبلغ الضحية الثانية (ن.ص) 24 سنة، وكانت تعمل نادلة بأحد المقاهي المتواجدة بالقرب من المحطة الطرقية بالمدينة، وقد استدعى الحادث حضور عدد من المسؤولين الأمنيين والسلطات المحلية لمعاينة الحادث بشكل مباشر، كما أجمعت المصادر على أن السبب الذي يقف وراء الوفاة يكمن في تسرب الغاز من الفرن المنزلي المتواجد بالشقة، ما أدى إلى وفاتهما منذ يوم الجمعة المنصرم، وقد نقل الضحيتان إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول في انتظار نتائج التقرير الطبي المحدد لأسباب الوفاة. وفي موضوع ذي صلة، لقي عامل بناء (21 سنة) مصرعه صباح أول أمس الاثنين إثر سقوطه في ظفيرة متواجدة بمركز جماعة أنزي بإقليم تيزنيت، وذلك بعد اشتغاله لأيام معدودة في عمارة تتضمن ثماني شقق بالمنطقة، وحسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر مطلعة، فإن الحادث الجديد استدعى حضور القائد الإقليمي للدرك بعد ورود شكوك حول أسباب الوفاة، كما حضرت فرقة الشرطة القضائية من أكادير التي أكدت فرضية الانتحار لعدم اكتشافها لأي أثر يؤكد الاعتداء على الضحية، أو دخوله في صراع معين قبل وفاته، وهو ما فرض نقل جثته إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي في انتظار التشريح الذي سيوضح أسباب الوفاة. ويعتبر هذا الحادث الثاني من نوعه بتيزنيت في ظرف شهر واحد، بعد أيام من غرق طفل آخر نهاية الأسبوع المنصرم، بظفيرة منزلية مليئة بمياه الأمطار التي شهدتها المنطقة مؤخرا، حيث كان يقطن بدوار تسوليلت التابع لجماعة الساحل بتيزنيت، كما أدى الحادث الجديد إلى إثارة معايير السلامة المتخذة في الظفائر المنزلية، في اللقاء الذي عقد صباح أمس بمقر الوقاية المدنية بتيزنيت، حيث طالب عامل الإقليم من المصالح المعنية تحديد شروط تقنية معينة لبناء الظفائر بالمداشر والقرى، تفاديا لتكرار مثل هذه الحوادث في ما يستقبل من الأيام. من جهة أخرى، مازالت عائلة الشاب ياسين الناصري تنتظر توصلها بجثمان ابنها الذي غرق قبل أيام بشاطئ أكلو بتيزنيت، بعدما تمكن من إنقاذ أحد الأشخاص، ليغرق مباشرة بعد محاولته إنقاذ الغريق الثاني، وقد أقيم للشاب المذكور تأبين رمزي بمقر الوقاية المدنية بمناسبة احتفالها بيومها الوطني، فيما وعدت السلطات الإقليمية بالتفاتة خاصة لعائلة الشاب الذي ضحى بحياته في سبيل إنقاذ أرواح الآخرين، بعد أن تمكن في فترة أربعة أشهر، التي قضاها مع الوقاية المدنية دون أن يكون ضمن طاقمها الرسمي، من اكتساب مجموعة من المهارات الخاصة بالإسعاف والإنقاذ الأولي. وفي هذا السياق، طالب مصدر من عائلة الضحية ببذل مزيد من الجهود من أجل تمكينها من جثمان ابنها الغريق لكي تتمكن من دفنه في ظروف لائقة.