عاش إقليمالجديدة، ليلة الأربعاء الأخير على وقع جريمة بشعة كان دوار الخربة بجماعة سيدي علي بن حمدوش المحاذي لمدينة آزمور مسرحا لها. وحسب المعطيات الأولية المدونة في محاضر الدرك، فإن الشاب (ك-م) البالغ من العمر 21 سنة كان يقيم مع أسرته المكونة من والديه وأربعة إخوة. وقد أقدم على قتل والده في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم الأربعاء 25 فبراير الجاري، حين دخل إلى بيتهم ليجد أمه تجالس أباه بإحدى الغرف فتوجه إلى والدته قائلا: سأقتل الشيطان” وأمام دهشتها واستغرابها لحالته الهستيرية أمسك بسكين كانت بالمطبخ وأشهرها في وجهيهما، مما حذا بالأم إلى الهرع خارج البيت طلبا للنجدة، في حين اختلى بوالده ليوجه إليه طعنات على مستوى الأذن والعنق وطعنة قاضية نحو صدره أردته قتيلا في الحال. الشاب وهو يرتكب الجريمة وبفعل الحالة الهستيرية التي سيطرت عليه أصاب يده بجروح من نفس أداة الجريمة مما تطلب نقله إلى المستعجلات بالمستشفى المحلي بآزمور وهي المهمة التي قام بها الجيران وأثناء تلقيه العلاج حضر درك آزمور وألقوا عليه القبض، وبأمر من الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف تمت إحالته على المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة لتلقي الإسعافات وإجراء خبرة طبية تثبت نوع النوبات التي تصيبه بين الفينة والأخرى. «المساء» انتقلت إلى بيت الضحية، حيث كانت عائلته تتلقى العزاء في أجواء محزنة، وقد صرح أخ الجاني أنه منذ عيد الأضحى الماضي وأخاه يدخل في نوبات تفقده التحكم في أعصابه ويظهر خلالها شاردا، وأكد ل«المساء» أنه على يقين من أن أخاه ارتكب الجريمة وهو فاقد للإرادة، وأضاف أن والدته وإخوته واعون بالمسألة، وهو ما صرحت به أسرة الجاني للدرك مقرين بأن ابنهم مصاب باضطراب عقلي ونفسي وأن العائلة سبق لها أن أخضعته للعلاج عند طبيب مختص بالجديدة ووصف له دواء انتهى مؤخرا من تناوله، وحسب ذات المصدر العائلي فقد يكون توقفه عن تعاطي تلك الأدوية سببا رئيسا في حدوث النوبة الأخيرة التي أدت إلى هذه الكارثة، وأضاف أنه قد سُلِّمت للدرك وصفة الدواء المذيلة بتوقيع الطبيب المعالج. وحسب ذات المصدر فقد علمت «المساء» أن الجاني قبل الإقدام على قتل والده توجه إلى بيت أخته المتزوجة والقريبة من مقر سكناهم وتوعدها بقتل وحيدها، لكنها تعاملت مع الأمر بلامبالاة اعتقادا منها أنه لن يجرؤ على تنفيذ ذلك، لينتقل بعدها مباشرة لتنفيذ الجريمة في حقِّ والده.