تستأثر مقابلتا الريال ضد ليفربول وتشيلسي ضد اليوفنتوس بالاهتمام الكبير، لقوة وعراقة الفرق الأربعة، ولهذا سنحاول تسليط الأضواء أكثر على هاتين المقابلتين اللتين يعتبرهما البعض نهايتين قبل الأوان. في دجنبر من السنة الماضية كان أنصار ليفربول فرحين جدا، عندما جمعت القرعة فريقهم مع ريال مدريد، كان يعتقدون آنذاك أن ناديهم المفضل المتصدر للدوري الإنجليزي، لن يرحم فريقا إسبانيا مريضا ومحبطا، لاعبوه الأساسيون مصابون: فان نستلروي، ديارا وديلاريد، إضافة إلى دفاع مهزوز وعقم هجومي، لكن الأحوال تغيرت بعد شهرين من إجراء القرعة، بفضل قدوم المدرب خوان دي راموس، الذي وضع أصبعه على مكامن الخلل، فتعاقد مع الفرنسي لاسانا ديارا الذي كون إلى جانب غاغو صمام أمان للريال، بفضل العدد الهائل للكرات المسترجعة والتمريرات المركزة نحو مهاجمي الفريق، وجعل من الهولندي أريين روبين حجر الزاوية لإنجاح مرتداته الهجومية الفعالة. توالي النتائج الإيجابية أعاد الثقة إلى لاعبي الريال، فاستعاد الحارس كاسياس، النجم راؤول، المدافع سيرخيو راموس والمهاجم الأرجنتيني هيغواين مستوياتهم الرائعة. مما سيدفع مشجعي ليفربول إلى احترام خصمهم العريق، بل التخوف من الإقصاء المبكر، فالمدرب خوان دي راموس له دراية كبيرة بالدوري الإنجليزي، بحكم تدريبه لنادي طوطنهام سابقا، أضف إلى هذا توفر ليفربول على مجموعة من اللاعبين الإسبان أو الأجانب الذين سبق لهم اللعب في الليغا. بدءا بالحارس راينا، مرورا بأربلوا، شابي ألونسو، رييرا، فابيو أوريليو وانتهاء بالهداف فيرناندو طوريس، مما يعني أن النادي الإنجليزي أصبح كتابا مفتوحا للاعبي ومدرب الريال. حضور لاسانا ديارا هو ربح للريال، بحكم لعبه في الدوري الإنجليزي (نادي بورتسموث)، حيث سيعمل على الحد من خطورة شافي ألونسو وجيرارد، ومن الجانب الآخر فالمدرب بينتيز يعرف كل شاذة وفاذة عن الفريق الأبيض. فقد سبق له الفوز بالدوري الإسباني مع نادي بلينسية مرتين على حساب ريال مدريد، وحد من خطورة الهولندي روبين عدة مرات في الدوري الإنجليزي وحرمه من التأهل لنهائي عصبة الأبطال الأوروبية مرتين، عندما كان يدافع عن ألوان تشيلسي. فهل تكون الثالثة ثابتة ؟ لم تخلف إقالة المدرب البرازيلي سكولاري الأسى في الأوساط الكروية للعاصمة البريطانية فحسب بل حتى في مدينة طورينو الإيطالية. لأن نادي اليوفنتوس هضم خطط سكولاري وكان يسعده بقاء التقني البرازيلي حتى ما بعد هذه المواجهة المزدوجة، كما كان يود الحارس العملاق بوفون المتخوف من الصدمة السيكولوجية التي يخلفها تغيير المدربين، وإذا كان البديل يحمل اسم هيدينك، فإن الأمور تزداد سوءا وتعقيدا بالنسبة للبيانكونيري وهم يواجهون المجهول في لقاء اليوم. هذا المدرب الذي صنع المعجزات في ظرف زمني وجيز مع منتخبات كوريا الجنوبية، أستراليا وروسيا ومع نادي إندهوفن، قادر على إعادة تشيلسي إلى سكة الإنتصارات والإنجازات. هبوط مستوى اليوفنتوس في الكالشيو وإصابة لاعب الوسط زانيتي، يصعبان نوعا ما من مأمورية الإيطاليين لرفع هذا التحدي، ويود المدرب رانييري رد دين قديم لرئيسه السابق أبراموفيتش، عندما أقاله في نهاية موسم 2003-2004، رغم تأهيله لتشيلسي إلى نصف نهائي عصبة الأبطال. عودة بوفون إلى عرينه وتعافي المدافع كيليني من الإصابة قد يفيدان المرأة العجوز للعودة بنتيجة مطمئنة في انتظار حسم التأهل بميدانها. على الورق تبدو كفة الفريق البافاري راجحة، لتوفره على مجموعة من النجوم يقودها مدرب ناجح: كلينسمان، لكن توالي العثرات في الأسبوعين الماضيين سيكون له وقع سلبي على نفسية اللاعبين. ممثل الكرة البرتغالية لن يكون لقمة سائغة للألمان، بل سيدافع بكل ضراوة عن حظوظه، معتمدا على مهارات لاعبيه المحليين وعلى فعالية مهاجمه البرازيلي ليدسون. تأهل سبورتينغ لنهائي كأس البرتغال بعد سحقه في دور النصف لنادي بورطو بأربعة أهداف لهدف واحد، وهزمه لجاره العريق بينفيكا في قمة الدوري البرتغالي في نهاية الأسبوع الماضي ينبئان بمدى قوة سبورتينغ ليشبونة، لهذا فإننا نتوقع تكافؤ شديدا بين الفريقين. تأهل باناثنايكوس لدور الثمن يعد نصف مفاجأة وتصدرها لمجموعتها الإقصائية مفاجأة مدوية، وذلك لأنه تم على حساب المارد الإيطالي إنتر ميلانو والمشاكس الألماني فيردر بريمن. أنصار باناثنايكوس يعتزون بناديهم، ورغم الهيمنة الواضحة للغريم التقليدي أولمبياكوس على المسابقات المحلية في العشرية الأخيرة، فإن فريقهم يظل النادي اليوناني الذي استطاع الوصول إلى أبعد نقطتين في كأس أوروبا للأندية البطلة، لولا أن الأقدار سلطت عليهم نادي أياكس أمستردام العنيد في نهائي 1971 ونصف نهائي 1996. اليونانيون يدركون أن إعادة أحد الإنجازين أصبح من رابع المستحيلات في ظل الفارق الصارخ الذي يفصلهم عن الأندية العملاقة، ولكنهم يمنون النفس بتأهل للدور الموالي، خصوصا أن القرعة كانت رحيمة بهم فأهدتهم رابع أقوى فريق في المسابقة. بالمقابل يدرك الإسبان أن الخبرة الدولية التي اكتسبوها ستفيدهم كثيرا لتجاوز العقبة اليونانية الكأداء.