تتساوى حظوظ الأندية الأربعة المتبارية هذا المساء في التأهل إلى المربع النهائي، بسبب تقارب مستوياتها وتوفرها على لاعبين متميزين بإمكانهم التسجيل والحسم في التأهل في أية لحظة من لحظات المواجهة المزدوجة، ولهذا سنحاول تسليط الأضواء على هاتين المبارتين المثيرتين. ليفربول ضد تشيلسي أصبحت المواجهة المزدوجة بين ليفربول وتشيلسي موعدا دائما في عصبة الأبطال، منذ تسلم الإسباني بنيتيز مقاليد تدريب ليفربول، فللموسم الخامس على التوالي، تأبى القرعة إلا أن تلاقي الشياطين الحمر بالبلوز. لقاءات غالبا ما اتسمت بالندية والإثارة ففي ثلاث مواجهات في دور النصف، إبتسم الحظ مرتين فيهما للشياطين الحمر، فيما آلت مبارتا المجموعة الإقصائية لموسم 2005-2006 التعادل السلبي، مما يوضح التكافؤ الشديد الذي يطبع نزالات الفريقين. الناديان معا سيخوضان مباراة الذهاب وهما يدركان تمام الإدراك أن أمر التأهل لن يحسم فيه إلا بانتهاء مباراة العودة بسطا مفورد بريدج. وتواجد مدربين كبيرين بحجم بنيتيز وهيدينك في كرسي الاحتياط، يكرس المعطى أن المواجهة المزدوجة لن تحسم إلا ببعض الجزئيات. صحيح أن العامل السيكولوجي يصب لصالح ليفربول بحكم هزمه للبلوز مرتين هذا الموسم في الدوري الإنجليزي، عندما كان يدربه البرازيلي سكولاري، وسبق لبنيتيز أن تفوق على هيدينك مرتين عندما كان هذا الأخير يدرب إندهوفن الهولندي في موسم 06-07، بتعادلهما سلبيا في لقاء الذهاب، تلاه فوز بهدفين نظيفين، قبل أن يلتقيا مجددا في دور الربع لنفس الموسم، لتنتهي الجولة الأولى بثلاثة أهداف نظيفة في إندهوفن وهدف وحيد في ليفربول. مما يدفع أنصار ليفربول إلى التفاؤل، فالتاريخ ينصفهم لكن على أرضية الملعب تظهر حقائق أخرى، يُعتمد فيها فقط على المستوى الحالي ومدى الإعداد الذهني لتجاوز الخصم، وهو المجال الذي يبرع فيه المدربان معا. صعود أداء الشياطين الحمر في الأسابيع الأخيرة، يرشحهم للفوز في هذه المباراة. فعودة جيرارد وطوريس تزامنت مع عودة التألق والانتصارات الكبيرة، ليتحول ليفربول إلى قاهر للعمالقة، حيث تذوب الأنا والنجومية لصالح المجموعة. فرغم توفر ليفربول على أسماء عادية في خط الدفاع كفابيو أوريليو، كاراغر، أربلوا وسكرتل، فإن النهج التكتيكي والروح الجماعية للفريق، هي التي تكسب الدفاع مناعة كبيرة، عجز نجوم الريال ومانشستر يونايتد عن اختراقها، ومرد ذلك، إلى تكسير الثالوث: ماسكيرانو، رييرا وشابي ألونسو للعمليات الهجومية للفريق الخصم، مساندين بالهبوط المستمر للهولندي كاوت، الإسباني طوريس والإنجليزي جيرارد، لمساندة خط الدفاع عند فقدان الكرة. فرض ليفربول ضغطا جهنميا على حامل الكرة في منطقة الفريق الخصم، يؤُد عمليات البناء ويمكّن الشياطين من امتلاك وسط الميدان والاستحواذ على الكرة. لهذا سيجد رباعي وسط تشيلسي المؤلف من بالاك، لامبارد، أوبي ميكيل وإسيان صعوبات جمة لإمداد خط الهجوم المفتقد لخدمات الهداف الفرنسي أنيلكا بداعي الإصابة، مما سيدفع المدرب هيدينك إلى ترسيم المهاجم كالو، لتشكيل جبهة هجومية إيفوارية خالصة إلى جانب مواطنه دروغبا. البارصا ضد باييرن ميونيخ سبق للفريقين أن التقيا في مناسبتين، الأولى كانت برسم نصف نهائي كأس الإتحاد الأوربي لموسم 95-96 والثانية برسم المجموعة الإقصائية لدوري عصبة الأبطال موسم 98-99، إنتصر خلالها البافاريو ثلاث مرات وتعادلوا في لقاء وحيد، بل كانت مواجهتهم المزدوجة للكطلانيين فاتحة خير عليهم، حيث فازوا بعدها بمسابقة كأس الإتحاد الأوربي وتأهلوا لنهائي عصبة الأبطال التي خسروها في الكامب نو، بعد نهائي هتشكوكي خالد أمام مانشستر يونايتد، ولهذا يود الألمان إعادة التاريخ أمام فريق يحاول تحطيم جميع الأرقام القياسية في هذا الموسم. فالمدربان كلينسمان وغوارديولا بعد أن التقيا كلاعبين في المواجهة الأولى، يرغبان في تأكيد التفوق بالنسبة للأول ورد دين قديم بالنسبة للثاني كمدرب. لحسن حظ الفريقين معا أن مبارتي الربع حلّتا بعد إنتهاء فترة الفراغ التي مر بها الناديان في شهر فبراير الماضي، كادت أن تعصف بحظوظهما للفوز بلقب البوندسليغا والليغا على التوالي. لسوء حظ الألمان، أنهم سيفتقدون لخدمات هداف عصبة الأبطال: كلوزه بسبب الإصابة، لكنهم بالمقابل سيستعيدون لاعبين مهمين تشافوا من لعنة الإصابات: كالمهاجم طوني، المدافع أودو ولاعبي الوسط بوروفسكي وألتينتوب، مما سيدعم ترسانة الباييرن في كل خط من خطوط الفريق. توفر الباييرن على ترسانة من اللاعبين الدوليين يزاوجون بين الخبرة الدولية والمهارات التقنية، سيخول للمدرب كلينسمان خوض مباراة الذهاب بتفاؤل مشوب بالحذر. حيث سيعتمد في خط الدفاع على العملاق البلجيكي فان بويتن أو الأرجنتيني ديميكيليس إلى جانب البرازيلي لوسيو، مساندين بالظهيرين لام وليل أو أودو ، وفي خط الوسط على الهولندي فان بومل، الذي سبق له الدفاع عن ألوان البارصا، إلى جانب شفاينشطا يغر، زي روبيرطو أو بوروفسكي، يتقدمهم النجم الفرنسي ريبيري، الذي يعد صلة وصل بين خطي الوسط والهجوم الذي سيكون مؤلفا من بودولسكي والإيطالي لوكا طوني. بالمقابل يدرك غوارديولا أن الفوز بملعب كامب نو ضرورة ملحة للتطلع بتفاؤل كبير إلى مقابلة الإياب، وأن فريقه يمتلك ثالوثا هجوميا رائعا: ميسي، هنري وإيطو، يساندهم ثلاثة لاعبين يجمعون بين بناء العمليات الهجومية وتكسير حملات الفريق الخصم في شخص: شافي هيرنانديز، إنييسطا ويايا توري أو سيدو كيتا، لكن خط الدفاع لا يعطي ضمانات، في ظل غياب الفرنسي أبيدال وتذبذب أداء العميد بويول وزميله رافائيل ماركيز. فيما يشكل الحارس فيكطور فالديس علامة استفهام كبيرة لتأرجح مستواه بين الضعيف والممتاز. مما يثير تخوف الكطلانيين في ظل القوة الضاربة للهجوم البافاري الذي اكتسح سبورتينغ لشبونة البرتغالي بدزينة من الأهداف في الدور الماضي. ولهذا يتوقع أن ينهج الكطلانيون أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم مع ضرب حراسة لصيقة على ريبيري وفان بومل والتعامل بذكاء مع الكرات العالية في اتجاه المهاجم لوكا طوني.